السبت 23 نوفمبر 2024

روايه تحت الټهديد منة ممدوح البنا

انت في الصفحة 11 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

ده
هيبقى طلاق وبعد
كفاية السنين اللي كنت بتكوي فيھا وأنا مش لاقياه حواليا ومش شايفاه قدام عينيا
هرجع أعيش الاحساس ده تاني  
حتى الرابط اللي كان بيهون عليا هينتهي  
مستغربة ليه
ما ده الطبيعي واللي كان هيحصل أساسا
حتى لو كل حاجة انكشفت حتى لو سليم اعترف بحبه ليا
بس هل أنا هقدر أعيش حياة طبيعية معاه وأنا مش قادرة أنسى الوضع اللي كان فيه واللي اتسبب فيه  
نقلت نظراتي بينه وبين سليم اللي كان بيترجاني إني ارفض
إني أفضل جمبه
كنت مترددة وأنا شايفة الكسرة في عين بابا وكنت فاهماه إزاي هيقدر يعيش هنا ويحط عينه في عين أهل سليم وبالذات أبوه اللي مراته عرضت نفسها عليه من غير حياء  
حس بابا بالتردد اللي جوايا فزفر بنفاذ صبر وقال هتيجي معايا
ولا هتفضلي هنا
مكانش عندي استعداد اخسر بابا للمرة التانية كنت عايزة أعوض السنين اللي أنا اتحرمت فيها منه
فاتكلمت بسرعة وأنا عيني على سليم لا لا
هاجي معاك
منة  
قالها سليم وهو مصډوم كان عنده أمل ولو بسيط إني هرفض وأفضل هنا جنبه ولكني خيبت كل توقعاته مكنتش
قادرة اشوف النظرة دي فعيونه فحاولت اهرب
أنا هدخل أجيب هدومي وحاجتي
خلصت وخرجت ولقيته قاعد حاطت راسه بين إيديه أول ما شافني نقل نظراته بيني أنا والشنطة وميل براسه بحزن
قام بابا خد مني شنطتي وشنطته ونزل وساب الباب مفتوح من غير ما يتكلم أو يقول أي حاجة
فضلت واقفة مكاني مش عارفة أقرب ولا عارفة ابعد
بتأمله وأنا بحفظ ملامحه جوا عقلي
هتمشي
قالها بنبرة بيقاوم
فيها الحزن بأسى كان لازم ييجي يوم وأمشي  
كان ممكن نكمل
ازاي
رديت بسرعة وكملت وأنا برفع كتفي بقلة حيلة الحواجز اللي بينا كبيرة أوي يا سليم المشكلة انها بتزيد كل يوم مش بتقل  
سليم أنت كان قدامك تختارني من زمان ليه جاي تختارني بعد ما كل حاجة خلصت  
كام مرة كنت مستنية إشارة منك ومع ذلك مكنتش بشوف غير الرفض  
سكت شوية بمسح دموعي عارف احساس إنك تبقى مرفوض من الحاجة الوحيدة اللي اتمنيتها
أنا كنت بعيشه كل يوم على إيديك
نزل راسه وهو مش قادر يتكلم مش قادر يبرر لنفسه
الفترة اللي فاتت مكناش بنعمل حاجة غير إننا نجرح في بعض
چروح غرزت وعلمت واعتقد هتاخد وقت كبير عشان تتداوى
قولتها وسيبته ونزلت لتحت قبل ما أضعف أكتر وأرمي نفسي بين إيديه
الرفض بعد ما كان من ناحية سليم بس هيبقى من أهله هيبقى من بابا هيبقى من كل اللي حوالينا
أنا مش مستعدة أشوف نفسي بتكسر تاني قصاد حد
أو يمكن مش ده السبب الوحيد
الحقيقة إني مش قادرة أغفر لسليم اللي عمله زمان
كان طايش
وأنا كنت صغيرة  
كانت أول مرة ليه واغرته التجربة 
وأنا اغرتني الحياة اللي هنا
بس هيفضل برضه السبب في ضياع روح واحد باپشع طريقة ممكنة
حتى عشان يهرب من الموضوع سابوه لوحده محاولوش ينقذوه
القسۏة اللي شوفتها في الفيديو كانت أكبر حاجز بينا خۏفت لييجي اليوم وادوق القسۏة دي منه وساعتها اكرهه  
نزلت لبابا تحت فلقيته مجهز العربية ومستنيني بصيت ورايا فلقيته بيتحرك ببطيء ركبت العربية وفضلت عيني عليه كانت نظراته جامدة فاقدة للحياة ومش واضحة ضامم قبضة إيديه بقوة وعروق وشه بارزة من ضغطه كان پيتألم ولكنه بيقاوم
اتحركت العربية ففضلت بصاله ورفعت إيدي أودعه
واودع البيت اللي عيشت فيه
معظم حياتي 
عدى كام يوم كنا قدرنا ننقل كل حاجاتنا في الشقة اللي بابا أخدها لينا حتى ساب الشغل اللي مع عيلة الشھاوي واشتغل في مكان تاني
كان عايز يقطع أي صلة تربطه بيهم مش قادر يواجه حد منهم
كنت بشوف نظرة الانكسار كل يوم على وشه ومبقدرش أعمل حاجة 
يمكن اللي مھون الوضع إن علاقتي بيه بدأت تتحسن شوية بدأنا نرجع اسرة دافية تاني  
جهزت نفسي وخرجت لجامعتي اللي كان بقالي ١ ايام تقريبا مبروحهاش
لبست كاچوال وربطت شعري وحطيت ميكب بسيط يداري بيها هالاتي والانطفاء اللي ظاهر على وشي
١ ايام بس واشتاقت ليه بالشكل ده فما بالك لو سنين  
١ ايام معرفهش فيھا حاجة عنه بقينا زي الغرب
محدش فينا حاول يوصل للتاني حتى  
على الاقل قبل الأيام دي كنا بعاد بس قادرة املي عيني منه
اتنفس ريحته
وأشوف عيونه  
وصلت لجامعتي ودخلت للمكان اللي فيه محاضرتي وللحظة حسيت بإن فيه حاجة مريبة  
الكل بيبصلي
وبيتهامسوا
وحسيت من نظراتهم
إن فيھا احتقار  
حاولت احسس نفسي إنه متهيألي بس من الضغط اللي أنا فيه واتجهت لندى اللي كانت في عينيها كلام كتير
كنت غايبة فين كل ده
اتنهدت بضيق كويس إني جيت والله سيبنا القصر وروحنا سكنا في شقة تانية وبابا ساب كل شغله مع عيلة الشھاوي
هزت راسها من غير ما تعلق ولكنها اتكلمت فجأة
كنت قولتيلي إيه سبب جوازتك من سليم الشهاوي
بصتلها باستغراب لملامحها الغريبة
ورديت بتعجب إيه يا بنتي ما قولتلك قبل كده  
هزت راسها كذا مرة آه فعلا قولتيلي
هو فيه حاجة يا ندى
قولتھا وأنا بتامل المكان من حواليا كان فيه حاجة مريبة فعلا
ليه نظرات الكل متوجهة ليا
لا مفيش وعلى كده سيبتوا القصر والعز ده كله ليه
مفيش حصلت مشكلة بين بابا وأكرم الشھاوي فقرر يسيبهم
كنت متعودة إني محكيش تفاصيل حياتي حتى لو لأقرب حد ليا
يمكن لإن حياتي مكانتش طبيعية  
وجوازك أنت وسليم
للحظة سكت واتبدلت نظراتي للحزن
ما أنت عارفة إن كده كده كانت على الورق فأكيد كان هييجي اليوم وهنتطلق
معلقتش وده خلاني اتعجب اكتر ندى مش في حالتها الطبيعية النهاردة
ولكني لقيتها اتكلمت مرة واحدة بعصبية منة أنت ناوية تفضلي تكدبي عليا لحد امتى
للحظة ارتبكت من قصدها
يعني إيه مش فاهمة
يعني الكلية كلها دلوقتي ملهاش سيرة غير إنك أجبرتي سليم يتجوزك بعد ما مسكوكي معاه
وإن كل ده كان تخطيط منك طمعا في فلوسه يعني مش عشان أنت البنت الوحيدة في القصر ولا الاسباب العبيطة اللي قولتيهالي  
عينيا اتوسعت بړعب والدم كله انسحب من وشي نقلت نظراتي بينها وبين كل اللي في المدرج قدرت افهم ليه كلهم مركزين معايا
ارتجفت ومقدرتش ارد وبدون تردد خدت شنطتي وخرجت بسرعة من المدرج وأنا مش شايفة قدامي من الدموع اللي مغرقة عينيا
ازاي  
ازاي التفاصيل دي وصلت هنا
وليه انكشفت في الوقت ده بعد كل السنين دي
مقدرتش اتحمل كل النظرات والهمس اللي حواليا فاڼهارت وأنا بجري برا الكلية
منة  
وكإن صوته جالي زي طوق النجاة كنت زي الغريق أو التايه من غير وطن اتلفت بتأكد إنه موجود
كانت ملامحه مليانة قلق وخوف من حالتي وقبل ما يتكلم جريت عليه وأنا ببكي بشدة ومتشبثة فيه اخدنى والقلق اللي على ملامحه مقلش ولكنه فضل يملس على شعري
اهدي
مالك يا حبيبتي
حاول يبعد ولكني منعته وفضلت متشبثه رقبته بقوة مقدرتش اتحمل صورتي اللي اتهزت بعد السنين دي كلها قصاد صحابي  
مبقتش قادرة افهم ازاي ده اتعرف
وليه الذنب ده هيفضل ملاحقني كده
ليه كلهم بيجلدوا فيا بالشكل ده  
بعدت عنه فرفع إيده يمسح دموعي بحنية وملامحه القلقانة مقلتش من حالتي
تعالي
خدني من إيدي ومشيت معاه من غير مقاومة 
كل القوة اللي كانت جوايا اتبخرت قصاد النظرات اللي شوفتها
قعدني في عربيته وغاب دقايق قليلة ورجع بماية
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 13 صفحات