الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه بين الحقيقه و السراب

انت في الصفحة 46 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


وخاصة الفنانين اللي كانوا عايزين يتعاملوا معاها وجها لوجه مصممين عليها هتبقى مكسب رائع جدا لينا.
حرك علي رأسه وعلى وجهه علامات الابتسامه قائلا 
أوي أوي سبحان الله ياأخي بعد ما فقدنا الأمل ربنا يبعته لنا واحنا لا على
البال ولا الخاطر 
واستطرد حديثه وهو ينتصب واقفا 
هروح بقي أجهز لها المكتب إللي جمبك مباشرة .

تحدث مالك مشجعا
تمام علي بركة الله ربنا يجعله فتحة خير يارب.
أما في سيارة رحيم يشاكس ريم مرددا بمداعبة
والله وبقينا مهمين وهنقعد علي مكاتب وهنتعامل مع فنانين والشهرة جاية لنا راكبة طيارة ياروميتي .
ضحكت بشدة حتي أدمعت عيناها من دعابة أخيها وهتفت متمتمة بآية الاستعاذة
قل
أعوذ برب الفلق ايه هتقر عليا وأنا لسه بقول ياهادي عيب يادكترة ميصحش كدة .
مط شفتيه مدعيا الڠضب وهتف بنبرة عتاب مصطنعة
أنا الدكتور رحيم باشا إللي مدوب بنات الجامعه هحسدك إنتي ياريم هزلت والله مكنش العشم كدة ياقلب أخوكي .
ظل الحديث بينهم متخذا نمط المشاكسة إلي أن أوصلها إلي المنزل قائلا وهو ينظر في ساعة يداه 
أنا رايح مشوار كدة ياريم بلغي ماما إني هتغدي برة .
غمزت بإحدي عينيها بشقاوة مرددة 
أيون شكلك كدة رايح تشم هوا ينعنش قلبك اللي جاله جفاف ياعين أختك .
رفع حاجبيه باستنكار هاتفا
الله هي ريم الرقيقة بتعرف تقلش وتتكلم من تحت لتحت 
والله عجبت لك يازمن !
ضحكت من كلماته وأشارت له أن ينطلق بسيارته ودلفت الي قرة عينيها اللذان استوحشتهم كثيرا 
في منزل باهر الجمال تجلس اعتماد تغلي ڼارا وهي تردد لولدها
البت مبقاش حد قادر عليها قلعت الأسود ورجعت تتشيك علي سنجة عشرة ولا كأن إللي ماټ كلب ولا يسوى .
تأفف زاهر من حديث والدته وسألها 
وإنتي عرفتي منين يا أمي هو إنتي شفتيها 
أجابته وهي ټضرب بكلتا يديها علي فخذيها
من المحروق إللي اسمه الفيس ياأخويا منزله علي القصة بتاعتها صورتها وهي قاعدة بترسم رسومتها الهبلة إللي خسرتها بيتها وجوزها 
واسترسلت بنبرة شيطانية
دي طلعت ولا أصل ولا فصل وأهلها معرفوش يربوها ده أنا لحد دلوقتي مقلعتش الأسود علي أبوك الله يرحمه .
كانت هند تلتزم وضع الصمت ولكن لم تقدر
على ذلك وهتفت باستهزاء
أمال إنتي مفكرة هتعمل ايه يعني ياحماتي!
دي لسه شابة صغيرة وجميلة وأكيد لازم تخرج للدنيا وتعيش حياتها مش هتدفن نفسها بالحيا يعني .
تصدقي بالله انك معندكيش ذرة إحساس وجبلة ... جملة تهكمية قالتها اعتماد لهند وأكملت پغضب 
الا لو إنتي إللي في موقفها كفي الله الشړ علي إبني ربنا يحميه ويحرسه يارب كنتي عملتي كدة زي اللي ماتتسمي دي !
لوت شفتيها بامتعاض وتحدثت
بعد الشړ عليا من الهم والحزن ياحماتي 
ماتفوليش عليا وترمليني بدري بدري كدة .
قطب زاهر جبينه ولم يعجبه ردها وأردف ساخرا
لا يامراتي طلعتي ست ولا كل الستات!
بدل ماتردي تقولي بعد الشړ علي جوزي وربنا يخليه لي وتدعي لي بطولة العمر لاااا كل إللي همك انك متلبسيش أسود ولا تترملي وإنتي صغيرة ! ده إنتي دبش دبش مفيش كلام .
كادت أن تعترض علي كلامه إلا ان اعتماد أشارت اليهم بحدة 
بقولكم إيه هو انتو كل لما أكلمكم كلمتين علي إللي ينخفي اسمها وصورتها تتخانقوا وتقلبوها لي نكد هنا !
واسترسلت وهي تمسك هاتفها وبدأت بفتح تطبيق الواتساب
والله لابعت لها رسالة وأحر ق ډم ها البعيدة وأخليها تغل ي نا ر من جواها ولا أسييهاش تتهني وابني ضنايا مرمي في تربته .
لم يوقفها زاهر فهو ضعيف الشخصية أمام والدته ولن يقدر أن يراجعها ولا أن يمنعها 
أما هند كانت تنظر اليها نظرات احتقار علي ماتفعله 
دونت رسالتها والتي احتوت علي 
ازي الكونتيسة ريم هانم اللي دايرة علي حل شعرها وشكل لما تكون صدقت جوزها ماټ 
دي انتي طلعتي معډومة الأصل لا ده إنتي معندكيش أصل أصلا .
استلمت ريم رسالتها وقرأتها وهي تستشيط ڠضبا ولكن استعملت معها منطق البرود التام وأرسلت لها إيموشن تأكيد ولم تعيرها اهتمام 
استشاطت اعتماد من تجاهلها فهي كانت قاصدة أن تكيدها ولكن هي التي وقعت في مكيدتها ورددت پغضب وهي تجز علي أسنانها
أه يانا من بنت المحرو ق دي بت باردة ولا بتحس 
قال جيت أكيد الناس كدت أنا نفسي 
واسترسلت بوعيد
والله ماهسيبها تتهني ولازم أخلي اللي مايشتري يتفرج عليها ست حلويات دي .
وظلت تتآكل ڠضبا جما كاد أن يفتك برأسها وهم يستمعون إليها دون اعتراض.
في منزل مالك الجوهري تجلس تلك
الراقية مع ابنتها التي تحدثت باستفسار
يعني ياماما مالك ربنا شفاه من المړض إللي كان مانعه من الخلفة خالص 
تنهدت بارتياح وأجابتها بابتسامه تشع حمدا
أه يابنتي ربنا تم شفاه علي خير الحمد لله وجبر بخاطره 
واسترسلت وهي تنظر للسماء بدعاء
ويارب يرزقه ببنت الحلال إللي تعوضه مر العمر إللي ياحبة عيني بيمر بيه وملحقش يعيش من لحظاته ولا ساعه هنية .
عقدت هيام حاجبيها باندهاش وأردفت بتعجب 
طيب إزاي خف خالص بالسهولة دي 
اندهشت عبير من تساؤلها ونطقت باستنكار
يعني ايه ازاي ياهيام مش فاهمة سؤالك ده 
بدل ما تقولي الحمدلله إن ربنا شفاه.
ابتسمت بسماحة وأجابتها علي الفور
مقصدش يعني ياأمي الحمدلله طبعا 
واسترسلت بإيضاح
أنا إللي أعرفه انه حالته كانت صعبة ومحتاجة وقت علشان كدة استغربت .
اندهشت عبير أكثر وسألتها
وإنتي عرفتي منين ان الحالة صعبة ومحتاجة وقت ! أنا عمري ماجبت لحد سيرة.
انقلب وجهها بالاحمرار من حصار والدتها الغير مفهوم لها وأردفت بتعجب
جري إيه ياماما هو إنتي هتقفي لي علي الواحدة 
واسترسلت وهي تحمل حقيبتها
وتستعد للمغادرة
أنا مضطرة أمشي دلوقتي علشان هعدي أجيب الأولاد من التمارين بعد اذنك يا ماما وابقي سلمي لي علي مالك ومازن.
كانت عبير تنظر علي أثرها بقلب يدق پخوف مما وصل إليه تفكيرها وأرعبها بشدة 
ولكن نفضت ذاك التفكير عن بالها واستنكرته تماما واستدعت الهدوء وعادت إلي مسبحتها تستغفر الله .
في مصنع مالك الجوهري كان يتجول في الطرقات وإذا به يستمع إلي صوت أخيه يقف مع إحداهن ووجد نفسه يقترب أكثر كي يسمع مايقال بينهم دون أن يروه 
مروان بغمزة 
بس ايه يابت الطقم الجامد ده عود البطل بصحيح .
ضحكت بأنوثة مٹيرة وأردفت بدلع
والله طول عمري شياكة وأناقة ياموري مش جديده عليا يعني .
ربع ساعديه حول صدره وتابع بمشاغبة
ده إنتي باينك كنتي بطلة الملاعب بقي يامزة .
مطت شفتاها بإغراء ويدها تعبث بخصلات شعرها الحريري وتحدثت بمراوغة
ياه متفكرنيش بقي ياموري بالأيام الحلوة حكم انا بقي عندي جفاف عاطفي علي الأخر.
ابتسم بعبوس علي حديثها و هتف بزعل مصطنع
الله هما عمي ولا ايه والنظر عندهم ضعف 
هما مش شايفين الجمال والدلال ده ولا ايه 
كادت أن تجيبه إلا أن مالك ظهر من العدم ناهرا إياه بحدة 
اتفضل علي مكتبي حالا استناني هناك ومتتحركش منه أرجع لك 
واسترسل حديثه وهو ينظر إليها باشمئزاز هادرا بها بعضب جم 
ده إنتي طلعتي قڈرة ومقرفة
أوي ياشيخة 
سبحان الله الزمن مغيرش فيكي حاجة غير إنه خلاكي أوسخ من الأول 
أنا مش من النوع إللي بحب قطع الأرزاق بس معاكي قطع رزقك عين الحلال والصح 
١٠ دقايق بالظبط ومشفش وشك هنا تاني وإلا هخلي الأمن يطلعك بره .
أنهي حديثه اللاذع لها وخطي من أمامها بخطوات مسرعة غاضبة قاصدا مكتبه 
كان مروان يجلس وعلي وجهه علامات الذعر من أخيه وما إن رأه حتي أردف معتذرا وهو يومئ رأسه لأسفل
أنا أسف يامالك واعتبر دي أخر مرة يحصل كدة .
زفر مالك أنفاسه بتعب من أخيه وفضل أن لا ينفعل وأن يفهمه خطأه بكل هدوء مرددا
شوف يا مروان انا ممكن اسيبك تعمل اللي على كيفك وزي ما انت ماعايز بس مع البني ادمه دي بالذات ابعد عنها خالص لأن لا هي شبهك ولا انت شبهها 
دي واحدة مطلقة لسبب ما إنت متعرفهوش وبتتكلم بأسلوب قذر فمن الأفضل ان انت تبعد عنها خالص 
وتابع حديثه وهو على نفس الهدوء بتحذير
انا مش جايبك هنا الشغل علشان تشقط البنات وتشغلهم انا جايبك علشان تشتغل وتبقى راجل يعتمد عليه ارجوك ما تخلينيش اتعامل معاك بطريقه انت مش بتحبها وكبرت عليها .
حرك راسه بموافقه دون اي اعتراض وأردف بندم 
ماشي حقك عليا يا اخويا ما تزعلش مني انت عندك حق في كل كلمه قلتها واوعدك اني مش هعمل كده تاني .
هز مالك رأسه بابتسامة وتحدث وهو يربت على يده الموضوعة علي المكتب
تمام يا مروان وانا مصدقك لأنك راجل والراجل معروف بكلمته وما بيكذبش ابدا اتفضل على شغلك واعمل حسابك هنتعشى مع بعض النهارده ومفيش خروج .
انتصب مروان واقفا وهو يردد بموافقه 
تمام يا فندم علم و ينفذ .
وصل رحيم
البنك ودلف بخطواته المسرعة قاصدا مكتب محبوبته التي لم يراها منذ اكثر من عشرة ايام ولا طاقه له تحتمل وحشتها اكثر من ذلك
قبل ان يصل الى المكتب الذي كان بابه مفتوحا استمع الى احدهم يردد
فكرتي في الموضوع اللي انا قلت لك عليه يا آنسه مريم ولا لسه 
أجابته مريم بخجل
اظن انا رديت عليك يا باشمهندس على طول في نفس الوقت اللي عرضت عليا فيه الموضوع وقلت لك رايي .
انزعج الآخر من ردها وهتف برجاء
طب ازاي ترفضي من غير ما تدينا فرصه نتعرف على بعض وإنتي اصلا ما تعرفينيش
قبل ان ينطق فاهها الإجابة استمعوا الى حديث ذاك الغاضب مرددا پحده
علشان الآنسه مريم في حكم المخطوبة يا باشمهندس وان شاء الله قريب جدا هنعزمك واحنا بنلبس الدبل .
انقلب وجه ذاك الجالس علامات الطيف وأخذ يحرك رابطة عنقه دليلا علي احراجه واضطرابه من ذاك الموقف المهين واستجمع الكلمات بصعوبه علي فمه ونطق باستفسار وهو ينظر لمريم 
إنتي ليه معرفتنيش يامريم إنك مخطوبة أول ماعرضت عليكي طلبي وردك عليا كان يوحي بأنك ممكن توافقي .
كاد قلبها أن يهوي بين قدميها من نظرات رحيم الواقف أمامها فنظراته كانت كالبركان علي وشك الانفجار ولم تقدر أن تتفوه بحرف وكأن لسانها ابتلع من شده نظراته 
ولكن استجمعت حالها وكادت أن تجيبه إلا أن رحيم أشار إليها أن تصمت وأردف ببرود
ويخصك في ايه حضرتك تعرف إذا كانت مخطوبة ولا لأ هي ملزمة تعرفك حياتها الشخصية ولا حاجة 
وتابع بنبره تحمل الاستهزاء
ماهي قالت لك إنها مش موافقه انت اللي عشمت نفسك بحاجة مرفوضة من البداية.
انتصب ذاك الشاب واقفا بانزعاج وهو يردد پغضب
أنا لايمكن أستحمل
الإهانة دي أكتر من كدة ليكي مدير بنك هنا يرد لي اهانتي دي .
ثم خرج پغضب ولكنه استمع لكلمات رحيم الأخيرة 
مع السلامه والقلب داعي لك ياأخويا
ثم نظر إلي مريم مرددا پغضب
والله عال ياست مريم هانم بيتقدم لك عرسان وأنا المغفل إللي نايم علي ودانه .
قال أخر كلماته وهو يضرب علي المكتب پعنف جعلها ترتعب من غضبه الشديد الذي تراه لأول مرة هدأت من حالها وأجابته بثبات اصطنعته بأعجوبة
هو أنا يعني
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 70 صفحات