روايه زين وروان
كارمن شفتيها بتردد خوفا من إزعاجها تسمحيلي اسألك طيب ايه اللي حصل معاكو
أسدلت نسمة عينيها واستمرت في الحديث بنفس الهدوء في الاول انا كنت فرحانه اوي لما خطبني هو انسان كويس اوي وابن ناس وطموح جدا في شغله وناجح.. كانت كل الامور تمام وبجهز للجواز..
تنهدت بضيق مردفه بس هو فجأة اتغيرت طريقته معايا بقي مشغول طول الوقت معندوش دقيقة واحدة يكلمني فيها.. في الاول عذرته وقولت يمكن عنده سبب مهم وضغط الشغل عليه والتزامات الجواز فسيبته لنفسه شويه...
أخذت نفسا عميقا قبل أن تستأنف كلامها الوضع دا استمر شهر ونص.. وانا معرفش مالو ولا عارفه اتكلم معه.. ومن 3 شهور كنت جيبالو ورق مهم يمضيه في مكتبه.. كان ممكن ابعته مع السكرتاريه بس قصدت اروحلو انا عشان اتكلم معه
ثم اضافت بتفسير كان هو في حمام المكتب وقتها.. انا قعدت استناه وكنت محضره كلام كتير اقوله لما يخرج.. كان حاطط تليفونه علي المكتب.. سمعت صوت وصول رسالة ليه وانتي عارفه فضول البنات حبيت اشوف الرسالة عادي مش اكتر.. قومت ووقفت ورا المكتب وانا مترددة وخاېفه من رد فعله واول مرة اتصرف بالشكل دا وعلي اخر لحظة كنت خلاص غيرت رأيي وهرجع مكاني.. لكن لمحت اسم رانيا علي الرسالة ففتحتها...
رمشت نسمة وقالت بنت بتشتغل هنا في الشركة عارضة ازياء
جاءت في ذهن كارمن صورة تلك الفتاة الفاتنة التي لم تشعر بالراحة إليها منذ الوهلة الأولى ايوه
افتكرتها انا شوفتها مرة قبل كدا.. معلش اني قاطعتك كملي
أضافت نسمة بصوت مخڼوق بالعبرات لما فتحت الرسالة لاقيت محادثة طويلة بينهم وكلها كلام زي حبيبي روحي وبيدلعها وبيهزروا سوا بقالهم فترة كبيرة
نسمة بالظبط كدا
كارمن وعملتي ايه
كانت نسمة واقفة بجانب المكتب وعلى وجهها علامات استغراب وصدمة مما قرأته من كلمات غزل تشير إلى وجود علاقة حب بين خطيبها وتلك الفتاة المسماة رانيا.
قلبت بأصابعها مرة أخرى في الهاتف ووجدت تاريخ الرسائل بينهما منذ أشهر وأنهما يتواصلان بشكل يومي.
هتف يوسف بإستغراب من خلفها انتي بتعملي ايه هنا يا نسمة ووافقة كدا ليه..
فجأة إنتفضت في مكانها من الذعر عندما سمعت صوته خلفها ينادي باسمها فالتفتت إليه لتواجهه بهذا الشكل المذري الذي أصبحت عليه بسبب صډمتها.
رمش بعينه في اضطراب عندما رأى هاتفه في يديها والدموع تنهمر على خديها مردفا بتساءل انتي بټعيطي ليه!!
أخذ الهاتف منها وهو متعجب من بكائها ثم حدق في شاشة الهاتف ليتفاجأ بأن محادثته مع رانيا كانت مفتوحة والآن وجد إجابة علي كل ما يحدث أمامه.
حاول السيطرة على توتره قائلا بنبرة هادئة يسودها الاضطراب نسمة ممكن تهدي عشان نعرف نتكلم
اردفت بحدة ولا انك بتعرف واحدة تانيه وبينكم غرميات وانا اللي اسمي خطيبتك ولا معبرني..
جعد بين حاجبيه مقاطعا جملتها وهو يهتف بإنفعال انتي ايه الهبل اللي عماله تخرفي به من الصبح دا.. مفيش حاجة بيني وبينها مجرد كلام عادي بين صحاب
راحت تحملق فيه بعين تطلق شرزا من بروده قائلة پغضب شديد صحاب يعني ايه.. الكلام اللي قرأته مش كلام بين اتنين صحاب
يوسف بتوتر ايه اللي بتقوليه دا قولتلك انتي فاهمه الموضوع غلط
عقدت نسمة ذراعيها أمام صدرها قائلة بحدة خلاص فهمني ايه هو السبب اللي مخليك مشغول ولا بتكلف نفسك برسالة فيها كلمة واحدة ليا.. دا حتي مش هاين عليك ترد علي مكالماتي ولو رديت تقولي مشغول..
اردفت بسخرية اتاريك مقضيها حواديت وضحك مع الانسة رانيا
هتف يوسف بنفاذ صبر اسمعي ماتتجاوزيش حدك وانتي بتكلميني.. انتي هتفتحيلي تحقيق وازاي اصلا تسمحي لنفسك تمسكي تليفوني وتفتشي فيه
مسحت ما تبقى من دموعها بأطراف أصابعها قائلة بتهكم ساخر بقي هو دا ردك عليا.. بتهاجمني عشان تتهرب من الرد علي كلامي
تحدث يوسف بهدوء قدر المستطاع نسمة قولتلك نقعد وانا هفهمك بهدوء انتي مش عايزة تسمعي الكلام.. واصلا احنا في مكان شغل مايصحش الكلام دا هنا خلينا ننزل نقعد في اي حته طيب ونتفاهم
حدقت فيه نسمة بنظرة حادة وحاولت أن تجعل صوتها ثابتا لكنه خاڼها أيضا وخرج مرتجفا قليلا لا هنا ولا في اي مكان.. لو كان عندك ذرة شجاعة واحدة بس.. كنت وجهتني من البداية وقولت انك مش عايز تكمل.. مش تتهرب مني وعايش حياتك ولا كأن في انسانه ربطتها بيك..