الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه بقلم اسراء علي

انت في الصفحة 24 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

عن أمور شتى حتى سألته دينا 
دينا حضرتك قولت إنك عاوزني بخصوص خطيبي السابق مش كدا
لمعت عينا مصطفى بخبث وقالبالظبط كدا
دينا بتساؤلوأنت تعرفه منين
أراح جاسر ظهره للخلف وقال بثباتمش مهم أعرفه منين...المهم إن فيه مصالح مشتركة
عقدت مابين حاجبيها وقالت بفضولزى
مصطفى بنبرة شيطانيةإنتي عاوزة جاسر وأنا عاوز مراته..........................
........
الفصل ٣٨
سأقول لك أحبك..
حين تنتهي كل لغات العشق القديمه فلا يبقى للعشاق شيء يقولونه.. أو يفعلونه..
عندئذ ستبدأ مهمتي في تغيير حجارة هذا العالم وفي تغيير هندسته شجرة بعد شجرة وكوكبا بعد كوكب وقصيدة بعد قصيدة
سأقول لك أحبك..
وتضيق المسافة بين عينيك وبين دفاتري ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يمر برئتي أنا وتصبح اليد التي تضعينها على مقعد السيارة هي يدي أنا..
سأقولها عندما أصبح قادرا على استحضار طفولتي وخيولي وعساكري ومراكبي الورقيه..
واستعادة الزمن الأزرق معك على شواطئ بيروت.. حين كنت ترتعشين كسمكة بين أصابعي..
فأغطيك عندما تنعسين بشرشف من نجوم الصيف...
نزار قباني...
أعلنت قرص الجوناء رحيلها السريع...فحل الليل بغيومه البسيطه لتغطي جزء صغير من القمر الذي أكتمل بدرا..كان مشهد في غاية الرومانسية
وقفت ذات العينان الفيروزيتان تتأمل هذا المشهد الأسر للأنظار..الخاطف للأنفاس..
والرياح الخفيفة تداعب ثوبها الفيروزي الطويل...ذا القماش الحريري مطعم باللون الذهبي..وأكمامه مطرزة بفصوص ذهبية تداخل معها اللون الفيروزي...كان بسيط ولكنه غاية في الأناقة...أما عن شعرها في دائما ما تتركه حر ثائر ليتطاير بخفة حول وجهها الوردي..الخالي من مستحضرات التجميل الصناعية والمملوء بالمستحضرات التجميل الطبيعية
دلف جاسر إلى الغرفة ليجد حوريته بهذا المشهد الذي جعل قلبه ينتفض من بين أضلعه..إلى متى ستظل هكذا..سلبت لبه وعقله..سلبت أنفاسه..حواسه دائما ماتتوقف عن العمل في حضرة وجودها..تحرك بخفه وعلى وجهه إبتسامة حالمة..متيمة..عاشقة..
....
أقترب جاسر من أذنها وقال بهمس أسر
جاسرهتفضلي تحلوي كدا لحد أمتى
أبتسمت ذات العيون الفيروزية وقالتأنت اللي عينك حلوة
أدارها لتكون في مواجهته وظلت يده محاطه لخصرها وقال بعبوس أطفال
جاسرأنا فكرت الحمل هيخليكي وحشه..بس أتاريكي بتحلوي..يعني أعمل فيكي إيه
ضحكت بغنج وقالتوهو عيب إني أبقى حلوة
جاسرأه..عيب وغلط..ومن المحظور كمان..الحلاوة دي تبقى بتاعي لوحدي..ليا لوحدي محدش يشاركني ولو بنظرة
أحاطت عنقه وقالتوأنا مقدرش أكون لحد غيرك..أنت نفسي..
أقترب جاسر بوجهه منها كثيرا..لتتسرب تلك الحمرة المغرية لوجنتها..أقترب بشدة حتى صار شهيقه يستمده من زفيرها..ليقول بنبرة عاشقة
جاسرومحدش بيكره نفسه خاصا لما تكوني أنتي يا روجيدا ..مش عارف أقولك بحبك..أنا أصلا تخطيت مرحلة الحب والعشق من
أقتربت هى برأسها أكثر وكأنها تقطع المسافات الذي
يحاول بشتى الطرق عدم تخطيها لتقول بهمس أنثى عاشقة
روجيدا يارتني عرفتك من زمان ومكنش مر الماضي القاسې دا عليا وآآآ...
وال
جاسرهشششش..كل دا ب إيد ربنا..الماضي مش هنقدر نمحيه بس نقدر نتخطاه..
روجيدا بحبك..
..وأخيرا فكت عقدة لسانه وقال بصوت أجش
جاسرروجيدا 
روجيدا بشرودامممم
نظر جاسر لوجهها ثم قال بمرحما تسيبك من السهرة دي ونريح هنا
فتحت روجيدا عيناها بسرعة وقالت پذعرإيه..لأ..لأ..خ.. خلينا ننزل
ضحك جاسر بشده بل تحول لقهقه وقال
جاسرخلاص..خلاص ننزل..
أبتسمت روجيدا وقالتطيب...ثم تابعت بصوت خفيضقليل الأدب..
وصل لمسامعه سبتها الخفيفة..فظهرت إبتسامة مشاكسة..أمسك يدها وقال بنبرة سعيدة تحمل الفخر
جاسريلا يا مدام الصياد
روجيدا ب إبتسامةمن عنيا
تحركا كلاهما ناحية باب الغرفة..ثم تحركا ناحية غرفة الطعام..ليجدو الجميع قد حضر..تحرك جاسر ناحيه طاولة الطعام وأجلس زوجته بجانبه..ثم تسائل
جاسرأومال فين سامح ونادين 
فاطمة قاعدين مع بعض بره
جاسر بصوت عالي نسبيايا كريمة
أتت المدعوة كريمة ثم قالت وهى تخفض رأسها إحتراما لرب عملها
كريمةأوامرك يا جاسر بيه
جاسر بصوت أمرروحي نادي لسامح من الجنينة
كريمهحاضر
تحركت كريمة لتنفيذ أوامر جاسر
خارج القصر بالحديقة الملحقة به
نادين وهى ترفع أنظارها ناحيتهنعم
نادين مفيش
سامح بنظرات ذات مغزىنادين 
هطلت الدموع من عينيها وقالتخاېفة
ضمھا سامح بقوة أكبر وقال بثقة
سامح مټخافيش طول منا جمبك
نادين بصوت خافضبلاش تبعد عني..كنت ھموت لو جرالك حاجة
سامح بسرعةبعد الشړ عليكي..وأديني يا ستي كويس وزى القرد قدامك
ضحكت بخفوت وقالتأحلى قرد
نادين أنت أتجننت..أهلك جوة يقولوا علينا إيه
نهض سامح وتوجه ناحيتها وقال بمزاح
سامح يقولوا إيه إنتي مراتي هو أنا شاقطك
نادين بحدة خفيفةحسن ألفاظك..ويلا ندخل زمانهم مستنينا
تضرجت وجنتيها بحمرة خفيفة وقالت بتوترس..سامح ..آآآ..مينفعش كدا ممكن حد يجي
سامح وهو يتطلع لعينيها بقوةما يجي..
نادين بشرودممكن حد يشوفنا
سامح ما يشوفنا
نادين سامح ..
سامح نعم
كريمةجاسر بيه منتظرك أنت والهانم جوة
سامح بجديةروحي وأنا جي وراكي
أماءت برأسها ثم أنصرفت...بينما تحدثت نادين بعصبية خجولة
نادين عجبك كدا
سامح ببرودأه..ويلا جاسر مستنينا
وقبل أن تتحدث أمسك يدها وشابك أصابعهما ثم سحبها خلفه لداخل القصر حتى وصلا لغرفة الطعام
ما أن دخلا ولمحت روجيدا تضرج وجنتي نادين حتى علمت ما حدث بالخارج ف إبتسمت بخفة وهى تتذكر جاسر..يبدو أن الأخوين يشتركان في تلك المداعبات الجريئة..
جلس كلاهما..فقال سامح 
سامح أدى الكل موجود خير بقى
أبتسم جاسر إبتسامه واسعة..نهض عن مقعده وتحرك ناحية زوجته..أمسك كفها الصغير بين كفيه الكبيران. وقال بنبرة سعيدة
جاسرمن غير مقدمات...هيبقى عندنا نونو
تفاجأ الجميع من الخبر الذي لم يكن له سابق إنذار..ولكن سارع الجميع في تقديم التهنئات والمباركات..التي لم تخلو من دموع فاطمة ..وبعد مدة جلس الجميع لتناول العشاء في سعادة بالغة..حتى أتى صوت جرس الباب يعلن عن زيارة ضيف..ذهبت كريمة لتفتح الباب..لتجد رجل غريب..قفالت بلهجة مستفسرة
كريمةمين حضرتك
الرجل قولي لجاسر بيه الضيف اللي كنت منتظره وصل
أماءت براسها وقالتثواني بعد إذنك
تحركت لتبلغ جاسر عن الضيف المنتظر..لنظر جاسر لعمته نظرات غربية لم تفهمها ثم قال بغموض
جاسرطب دخليه
ذهبت كريمة لتنفيذ طلب جاسر..لتعود بعد دقائق بذلك الرجل الذي ما إن رأته عنيات وفاطمه حتى شهقا فزعا..بينما لم يتعرف عليه الباقي..نهض جاسر عن موضعه وتحرك ناحية الرجل وقال لهجه ترحبية
جاسرإتفضل يا أستاذ أمجد 
أمجد ياترى قطعت عليكم حاجة
جاسرلا أبدا..بس عاوزك تباركلي..مراتي حامل
أمجد ب إبتسامة مجاملةألف مبروك يا جاسر بيه
جاسرالله يبارك فيك..أتفضل
جلس أمجد وهو ينظر لعنيات نظرات مطولة..بينما جاسر يوزع نظراته بينهما..مالت روجيدا على أذنه وقالت بهمس
روجيدا مين دا
جاسرهقولك لما نطلع
روجيدا وهى تمط شفتيهاماشي
أنتهت جلسة الطعام..فطلب جاس
من عمته وأمجد موافته لغرفة مكتبه..دلف ثلاثتهم..كان الصمت سيد الموقف إلى أن قطعه جاسر وقال بجدية
جاسرأكيد يا عمتي بتسألي أستاذ امجد بيعمل هنا إيه
لم ترد عنيات ولكن أكتفت ب إيماءة صغيرة..بينما أكمل جاسر بجدية
جاسرأنا عارف كل حاجة حصلت يا عمتي..أستاذ أمجد حكالي..و أنا عمري م حملتك ذنب مۏت بابا..الظروف كانت ضدنا كلنا..أنا إستنيت لما أخلص حسابي مع عيله الهواري عشان أعرف أتصرف في الموضوع دا
عنيات بجمودمفيش حاجة نتكلم فيها يا جاسر
أمجد بدهشهمفيش إزاى
عنياتزي ما سمعت
جاسرعمتي إسمعيني بس..أنا عمري ما كنت ظالم زي ما قلت الظروف كانت ضدنا كلنا..أنا هسيبك تتكلمي مع أستاذ أمجد دلوقتي وبعدين ليا كلام معاكي
نهض جاسر ثم ترك كلاهما بمفردهم عسى أن يحلا مشاكلهم...تحرك ناحية زوجته التي تجلس بجانب والدته والذي بدا عليهما أنها يتحدثان عن الجنين..إبتسم جاسر ثم تحرك ناحيتهم..قبل رأس زوجته وقال لها بحب
جاسرحبيبتي قاعدة لحد دلوقتي ليه
روجيدا ب إبتسامة محبةبتكلم مع ماما
فاطمة بسعادةياااه يا جاسر أخيرا هبقى جدة
جاسر بمزاحيلا ياستي كبرتك أهو
فاطمة وهى تبتسمهو في أعز من الحفيد
جاسر وهو يضم زوجتهلا يا أمي
نهضت فاطمة ثم قالتيلا أنا هدخل أنام..أنا مش عارفة أمجد بيعمل إيه هنا..بس أكيد هتقولي كل حاجة
جاسر وهو يقبل يدهاأكيد يا أمي..بس يلا خشي نامي عشان الوقت إتأخر
تحركت والدته بينما نهضت روجيدا وقالت
روجيدا جاسر مين امجد دا
جاسر
وهو يمسك يدهاياااه دي حكاية طويلة
روجيدا بحماسوأنا فاضية
نظر لها بنصف عين وقالحاضر يا ستي
قص لها جاسر كل ماحدث بالماضي..بداية من زواج عمته إلى مۏت أبيه..كانت ملامحه تنقبض كلما ذكر ماحدث لأبيه..بينما روجيدا كانت تربت على يده وتهدأه..وبالفعل كانت لها لمسات سحرية..وكلمات مهدئة..إرتخت عضلات وجهه وإرتاح هو لوجودها بحياته..ثم قال
جاسربس يا ستي خى دي كل القصة
مطت روجيدا ب إعجاب وقالتربنا يجمعهم ببعض..أنا هطلع أنام بقى
جاسر وهو يقبل جبينهايلا تحبي أطلعك
وضعت يدها على وجنته وقالتلا..أنا هطلع لوحدي..
تركته ثم صعدت لغرفتها وأبدلت ملابسها..بينما في الأسفل إنتظر جاسر خروج أمجد الذي خرج بعد ساعة كاملة..توجه ناحية جاسر وعلامات الإحباط جالية على

وجهه..ف إستشف جاسر ماحدث ثم تشدق قائلا
جاسرمتقلقش يا أستاذ أمجد كله هيتحل
أمجد وهو يربت على كتف جاسرإن شاء الله..متشكر أوي يا جاسر بيه
جاسرالعفو ع إيه..دي غلطة جدي وأنا هصلحها
أمجد إن شاء الله..أستأذن أنا بقى
جاسرماشي يا أمجد بيه
تحرك أمجد وجاسر ناحية الباب..ثم ودعه وصعد لغرفته..لم يمر لعمته لأنه يعلم أنها تحتاج وقت لتفكر..وألا تتشوش..فتح باب غرفته..ليجدها واقفة أمام الشرفة..مردتية ثوب من اللون الوردي..أكمامه منسدلة عن كتيفها ليظرها بشرتها البيضاء..عند طرفه العلوى
جاسروحشتيني
روجيدا وهى تلتفت لهبسرعة كدا
أماء بقوة وقال بجد
وضعها برقة ويده تملس على وجنتها برقة شديدة ثم قال بنبرة متهدجة
جاسروأنا بمۏت فيك
الفصل ٣٩ ٤٠ والاخير
يا سيدتي 
كنت أهم امرأة في تاريخي قبل رحيل العام.
أنت الآن.. أهم امرأة بعد ولادة هذا العام..
أنت امرأة لا أحسبها بالساعات وبالأيام. أنت امرأة.. صنعت من فاكهة الشعر.. ومن ذهب الأحلام..
أنت امرأة.. كانت تسكن
جسدي قبل ملايين الأعوام..
صدحت أغنية العندليب في الأجواء...نغمات جسدت عشق جاسر لزوجته..
بحياتك يا ولدي إمرأة..عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود..ضحكتها مزاهر و ورود
والشعر الغجري المچنون..يسافر في كل الدنيا
قد تعدوا إمرأة يا ولدي..يهواها القلب هى الدنيا
جاسر روجيدا !
روجيدا أممم
جاسر وهو يقبل رأسها ندمانة
روجيدا بحب عمري ما بندم وأنا ومعاك
جاسر بحبك
روجيدا وأنا بمووت فيك
جاسر بنبرة متيمة عارفة عبد الحليم مغلطش لما غنى الأغنية دي كأنه بيوصفك..ډخلتي حياتي غيرتي جاسر الصياد..بقيتي دنيتي..شايلة جواكي ليا دنيا تانية..بحبك ومستعد أضحي بحياتي عشانك..مستعد أموت بس فدى عنيكي..مش هقدر أعيش من غيرك..
قاطعته روجيدا قائلة ومين قال إني هبعد عنك
جاسر بهيام مش هسمحلك أصلا..إنتي أكسجيني..يا فراولتي
سقطت دموع السعادة وقالت بنبرة تحمل في طياتها جميع معاني العشق
روجيدا مش هقولك غير إن دنيتي محلوتش غير بيك
جاسر بقلق روجيدا ..قومي
جاسر حبيبتي مالك!
لم ترد روجيدا بل ظلت تبكي وتبكي..لما ذلك الکابوس الآن .عاود جاسر سؤاله بقلق أكبر وقلبه قد تآكل من الخۏف
جاسر حبيبتي الله يخليكي ردي عليا
وقالت بنبرة متوترة غير قادرة على جمع كلمات مفهومة
روجيدا ك..كابوس..كان..صحرا..بعيط
هدهدها جاسر كطفل صغير وقال بحنو
جاسر هشش..خلاص كابوس وراح لحاله..أنا جمبك أهو مش هسيبك
أبعدت رأسها عن صدره ونظرت بعينيه وقالت بتوسل متسبنيش
عقد حاجبيه من التعجب..لم كل ذلك الخۏف المتاقفز من عينيها..لم تلك اللمعة المرتجفة في مقلتيها..إبتسم بهدوء وقال
جاسر عمري ما هسيبك..أنا هكون جمبك ع طول..يلا يا حبيبتي نامي عشان مشوار الصبح
.وبداخلها هذا الهاجس المرعب الذي ينبئها بفقدان قريب..أرهقها التفكير فذهبت في ثبات عميق
في أحد المنازل القريبة من الطرق الصحراوية
كان يجلس مصطفى بشرود..بعد مقابلته لتلك المدعوه دينا والتي رفضت بشكل قاطع أن تساعده بل وقالت بثقة
دينا مش أنا اللى أجري ورا واحد متجوز..ولو عاوزة مش هتبقى بطريقتك
زفر بضيق مما جعله ېحطم ذلك الكأس الذي يحمله بيده..لحظات ودلف إليه أحد رجاله..تنحنح الرجل وقال
الرجل مصطفى بيه
نظر له مصطفى ولم يرد بينما أكمل الرجل وقال بجدية
الرجل الراجل بتاعنا قالنا إن جاسر ومراته هيروحوا
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 26 صفحات