الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه ما بعد الچحيم بقلم زكية محمد

انت في الصفحة 59 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز

العاصفة التى تدوى بداخله 
متقلقيش يا أمى إنتي عارفة عنوان بيتها في إسكندرية 
هتفت بدموع أيوا يا ابني ساكنة في 
خرج من مكتبه وهو ينهى الحديث معها قائلا خلاص يا أمى متقلقيش وعد منى بنت اخوكى هتكون في حضنك النهاردة يلا سلام 
هتفت بتمنى يارب يا ابنى ماشى خلى بالك من نفسك لا إله إلا الله 
محمد رسول الله 
قال ذلك ثم أنهى الإتصال وإتصل بصديق له يعمل في قسم حى الشروق بمنطقة سموحة بالإسكندرية الذي رد عليه بمزاح قائلا 
إزيك يا ميرو عامل إيه يلا
هتف ببسمة باهتة أهلا يا ميدو عامل ايه بص كنت عاوزك في مصلحة 
هتف أحمد بمرح اه قول كدة من يومك مصلحجى حقېر 
أردف بضيق واضح أحمد ممكن نتكلم جد شوية 
تحدث بجدية وقلق حينما لمح الجدية في حديثه فيه إيه يا عمر قلقتنى
أغمض عينيه بتعب ثم هتف بتعب عاوزك تبلغ معارفك على مداخل إسكندرية يفتشوا كل عربية تدخل وتدور على واحد إسمه ناصر محمود العدوى ومعاه بنت وراجلين وكمان تبعت حد على عنوانه فى إسكندرية اللى هبعتهولك في رسالة دلوقتى لحد ما أكون عندك وهكون على إتصال معاك علشان أتابع وصلت لإيه 
هتف أحمد بتأكيد متقلقش يا صاحبي هجبهولك من قفاه 
أومأ برأسه بإمتنان قائلا شكرآ يا أحمد أهم حاجة سلامة البنت 
تعجب من قلقه الواضح على الفتاة ومن هى يا ترى ولكنه أجل ذلك لاحقا حتى ينتهي ويقابله ويعرف منه مستجدات الأمور الآن عليه تنفيذ ما طلبه منه للتو فقال حاضر يا صاحبي سلام فى رعاية الله 
أنهى إتصاله مع عمر ثم إتصل على أحد الضباط اللذين يعملون في المرور بطريق الإسكندرية وطلب منه أن يراقب السيارات التى تدلف إلى الإسكندرية ثم أعطاه بيانات الشخص المطلوب فوعده الآخر إنه سيبذل قصار جهده حتى يعثر عليه 
أما هو خرج من القسم بعد أن أخذ إذن وصعد لسيارته وما لبث أن صدح هاتفه بصوت يعلن وصول رسالة ففتحها ووجدها من عمر يبلغه فيها عنوان ذلك المدعو ناصر فانطلق بسرعة إلى تلك الوجهة 
أما عمر فركض هو الآخر إلى مكتب اللواء واستأذن منه على عجالة ثم خرج من القسم مهرولا إلى سيارته التى قفز فيها ثم قادها بسرعة فى طريقه لإنقاذها 
توقف بسيارته أمام أحد المطاعم النيلية فتعجبت هى من ذلك فاردفت 
وقفت هنا ليه دة مش بيتنا 
نظر لها قائلا بمرح عارف يا اخرة صبرى بس أصل فارس قالى يا بابا أنا جعان وماما مش بتأكلنى كويس 
نظرت حولها بغرابة ثم هتفت 
فارس! فارس مين
صدرت منه شهقة مصطنعة قائلا 
إخص عليكى بقى مش عارفة فارس مين 
فارس إبننا يا حبيبتى اللى هيشرف كمان ست شهور 
هتفت بسخرية وهى تربع يديها والله! ومين قالك إنه هيجى ولد ومين قالك إنى هسميه فارس 
إمتعضت ملامحه من هجومها ذاك قائلا 
أولا حاسس بكدة إنه ولد ثانيا ليه ماله فارس إن شاء الله طيب إيه رأيك لو ربنا كرم بولد فعلا هسميه فارس وورينى هتعملى إيه
هتفت بشراسة لا هسميه عمر 
هز رأسه بإعتراض قائلا هتسميه إيه عمر علشان يطلع أهبل زى اخوكى لا طبعا 
صاحت پغضب بوجهه قائلة 
نعم نعم ليه ماله اخويا إن شاء الله وبعدين أنا اخويا مش أهبل إنت الأهبل وستين أهبل كمان 
آزدرت ريقها بصعوبة حينما أدركت ما تفوهت به اما هو عندما رأى التوتر مرسوم على وجهها إبتسم بمكر بداخله ثم رسم على وجهه ملامح الڠضب المصطنعة ثم نظر لها قائلا بحدة أثارت الخۏف بداخلها 
أنا أهبل الكلام دة ليا أنا 
قال ذلك ثم أخذ يقترب منها أما هى عندما رأته بتلك الهيئة ظنت إنه سيضربها فهتفت پخوف وهى تضع يديها على وجهها متخذة وضع الحماية 
والله لو ضربتنى لأقول لعمر 
شعر بخنجر يقطع فى ثناياه ببطئ على ما اوصلها إليه فهتف بحنان وهو يبعد يديها برفق عن وجهها 
إهدى مټخافيش مش هعملك حاجة بوصيلى يا لمار 
لمحت الصدق في نبرته فنظرت له بأعين دامعة فإنشطر قلبه إلى نصفين ألهذا الحد تخشاه 
مد يده يمسح عبراتها بحنان ثم أردف بمرح 
ممكن أم فارس تنزل علشان تاكل وتهتم بصحتها وتبطل عياط
هتفت بتذمر بردو فارس دة إنت مصر بقى 
ضحك عليها قائلا اومال بلعب يلا ربنا يهديكى يا بنتى إنزلى 
هتفت بسخرية بنتك! حاضر يا بابا حاضر 
قرصها من وجنتها برفق قائلا 
شطورة لمورة حبيبة بابا 
نزل من السيارة ثم فتح لها الباب فنزلت بحذر واغلقه خلفها ومسك يدها برفق فنظرت له قليلا بخجل ثم سارت معه للداخل بهدوء اما هو فكان في قمة سعادته لإنها لم تعترض على ذلك 
بحلول اول الليل كانت ندى في غرفتها ترتب الملابس التي تم تنظيفها حينما سمعت صوت هاتفها يعلن بوصول رسالة فتركت ما بيدها على عجالة وامسكت الهاتف بسعادة ظنا منها إنه مصطفى زوجها الذى إعتاد
أن يغرقها بكلماته العذبة المحببة لقلبها 
فتحت الرسالة بلهفة لتقرأ ما بها ولكنها تصنمت مكانها ونظرت للمحتوى بذهول وعدم تصديق 
ثم بدأت دموعها تتساقط بغزارة على صفحة وجهها البيضاء سقطت أرضا على ركبتيها كما سقط الهاتف من يدها وما رأته في الرسالة يعاد في ذاكرتها فيصفعها مرارا وتكرارا أهذا الذى يغمرها بالحب وعباراته ويعطيها الدفئ والأمان ېخونها وفى عقر دارها 
جن چنونها وبدأ الشيطان يصور لها إنه بمعاملته هذه إنما هى غطاء لخيانته لها
أيعنى إنه لا يحبها ويحب تلك المدعوة هايدي وإنما يمثل عليها الحب لكى لا تشك بشئ 
بدأت شهقاتها تعلو شيئا فشئ حتى تحولت لبكاء مسموع على معاناتها التى يبدو إنها لن تنتهي 
كانت تسير بشرود في الحديقة الخلفية للفيلا حينما قامت يد فجأة بجذبها بقوة إلى ركن ما بعيد عن مرأى الناس 
أخذت ټضرب تلك اليد وتحاول التحرر منها فهتف لطمأنتها 
إهدى ما تخفيش أنا سليم 
هدأت قليلا وإمتعضت ملامحها قائلة 
خضتنى حرام عليك 
نظر لها بحب قائلا سلامتك يا قلبى من الخضة ها مش ناوية ولا إيه
نظرت له بدون فهم قائلة ناوية إيه مش فاهمة 
أردف بعتاب مش ناوية تحنى بقى دة أنا بقالى إسبوعين متشحتف وراكى لحد ما ريقى نشف 
ورد لازم تفهمى إنى عمرى ما حبيت ميس إتجوزتها علشان الشغل اللى بينا وبين أبوها يتقوى مش اكتر من كدة 
نظرت له بعيون دامعة ثم أردفت بتذمر طفولى محبب لديه بس إنت عاملتنى وحش 
إبتسم لها قائلا بصدق لما كنت بعاملك وحش في الأول دة لإن ممدوح الواطى بمعاملته اللى مخوفاكى وخلتك تنفذى كل اللي بيطلبه منك إدانى خلفية وحشة عنك أما بقى بالنسبة لمعاملتى ليكى الفترة الأخيرة فعلشان الزفتة تصدق إنى ما بحبكيش علشان متستغلش دة وتدخلك فى اللعبة ال اللى لعبتها هى وأبوها دى 
ما بعد الچحيم بقلم زكية محمد 
نظرت له مجددا وبنفس العتاب هتفت 
بس إنت حسستنى إنى واحدة رخي 
هشش إياكى تكمليها 
كلمات نطق بها خلاص هبطل قلة أدب حلو كدة 
تعالى نقعد نتكلم مع بعض شوية بمناسبة الصلح الجديد 
هتفت بحماس وإبتسامة مشرقة أهلكته ماشى 
سارا سويا ناحية المسبح ثم جلسوا على الأريكة التى قبالته 
تصنمت مكانها حينما سمعته يقول 
ورد إنتي بتحبينى
تجنبت النظر إليه وهى تشعر بالخجل الشديد منه كيف تخبره إنها تعشقه منذ الصغر 
أما هو فسر صمتها بإنها
58  59  60 

انت في الصفحة 59 من 79 صفحات