روايه ياسمين وعمر
ماذا لو كانت الفتاة صادقة لماذا لا تلقى نظرة لتتأكد مما قالت بالتأكيد هذه دعابة سخيفة أو شخص حقود أراد الوقيعه بينها وبين زوجها لا يمكن أن يكون مصطفى بهذه الصورة البشعة لا يمكن أن تكون هذه هى أخلاق زوجها لن تسمح للشك بأن يدخل قلبها حاولت اقناع نفسها بكل ذلك لكن الفضول كان قد تملك منها فتركت المطبخ مسرعة وتوجهت الى الحاسوب القابع فى أحد أركان غرفة المعيشة فتحت المتصفح وأدخلت الايميل والباسوورد وأغمضت عينيها
نانسي انتى مدركة للى بتقوليه
ايوة يا كرم أنا مقدرتش أخبي مشاعرى أكتر من كده أنا مبحبش عمر وبحبك انت وحسه ان انت كمان معجب بيا نظراتك بتقول كده
صمتت قليلا ثم قال
منكرش اللى قولتيه بس عمر هنعمل معاه ايه
قالت بسرعه
مش لازم يعرف بعلاقتنا دلوقتى أنا هخترع اى حجه وافسخ خطوبتى وبكره عمر ينساني وساعتها نرتبط احنا الاتنين
قولت ايه يا كرم عايزنى ولا لأ
صمت كرم وصمتت نانسي منتظره جوابه عندها جحظت عيناها بشدة وهى تنظر الى نقطة ما خلف كرم الټفت كرم ليلقى نظره على صديقه ثم ينظر الى نانسي مرة أخرى قائلا بصرامة
متخلقتش البنت اللى تخليني أخون أخويا وصاحبي عشانها ده ردى يا نانسي
قال ذلك ثم حمل معطفه وفتح باب البيت وخرج ران الصمت طويلا كانت نانسي فى موقف لا تحسد عليه حاولت تشغيل عقلها لتبحث عن مخرج لهذا المأذق تقدم عمر منها ووقف أمامها وترك مسافة بينهما ونظر اليها قائلا
نظرت اليه بدهشة فأكمل قائلا
والمزرعة الحمد لله بفضل الله ثم أيمن قدرنا ننقذ جزء كبير جدا من المحصول والطلبيه هتتسلم فى معادها وبالجودة اللى اتفقنا عليها كمان
ازدادت دهشتها فعقد لسانها ولم تستطيع التفوه ببنت شفه فأكمل عمر پشراسه هو يرمقها بنظرات ڼارية
خلع دبلته وألقى بها على الأرض أمام قدميه ثم قال
ده مقامك يلا اتفضلى ومش عايز أشوف وشك تانى فى أى مكان ولو حاولتى تتصلى بيا أو تتكلمى معايا هخليكي بجد تندمى على اليوم اللى عرفتيني فيه
كانت نانسي تشعر بذل ومهانه لم تعتدهما من قبل أطرقت برأسها وتوجهت الى الباب فتحه ثم خرجت مرت على كرم الذى كان ينتظر فى الردهة أمام باب الشقة فنظر اليها نظرة احتقار ثم تركها ودخل الى بيته أقبل على صديقه
وربت على كتفه قائلا
انت كويس يا عمر
نظر اليه عمر وقال بهدوء
ايوة كويس ما تقلقش
دى واحدة بنت تيييييييييييت اوعى تزعل عليها
لأ أنا مش زعلان عليها أنا زعلان انى كنت غبي للدرجة دى
هون على نفسك محدش بيتعلم ببلاش المهم انك خلصت منها قبل ما تتجوزوا والفاس تقع فى الراس
حتى لو كنت اتجوزتها واكتشفت حقيقتها كنت هطلقها فورا أنا مستحيل أعيش مع واحدة زى دى
خلاص انسى ومش عايزين نتكلم عنها تانى متستهلش أصلا اننا نجيب فى سيرتها ويلا عشان عازمك على أحلى أكلة سمك وجمبرى ولو قولتلى ملكش نفس هاخدك معايا ڠصب عنك
ابتسم له عمر قائلا
بتهرج سمك وجمبرى وأقولك مليش نفس ليه هوأنا عبيط
ابتسم كرم وجذب صديقه من ذراعه وتوجه الى
الباب قائلا
قولتلك من الأول بلا جواز بلا قرف مصدقتنيش أهو هما الستات كدة مبيجيش من وراهم غير ۏجع الدماغ
فتحت ياسمين باب بيت والدها بمفتاحها ودلفت الى الداخل هب والدها وريهام واقفان وينظران اليها فى لوعه قال والدها
خير يا بنتى مالك فى ايه
جلست ياسمين على أول مقعد وجدته وانخرطت فى بكاء هستيري أسرعت ريهام بإحضار كوب من الماء لها وقالت لها
حبيبتى اهدى اشربي ده واهدى
أمسكت ياسمين الكوب بأصابع مرتجفة ورشفت منه رشفه واحدة وأبعدته عنها وقف والدها أمامها ووضع يده على رأسها يقرأ آيات من كتاب الله بعدما هدأت حدة بكائها قال بقلق
خير يا بنتى ايه اللى حصل احكيلي
قصت عليه ياسمين كل ما حدث ران صمت طويل ثم قال
لا حول ولا قوة الا بالله
رفعت ياسمين نظرها الى والدها وقالت بصوت مرتجف
بابا أنا عايزة أطلق
نظر اليها عبد الحميد ثم هتف قائلا
معندناش حاجة اسمها طلاق انتى عايزه تفضحينا
وقفت ياسمين فى مواجهته وهتفت باكية
أنا مستحيل أقدر أعيش مع واحد زانى زى ده دى مش بس علاقة قديمة لأ ده خنى يا بابا وأنا لسه عروسة
مينفعش اللي بتقوليه ده الناس تقول ايه لما يلاقوكى اطلقتى وانتى مكملتيش شهر جواز
هتفت فى ڠضب
يقولوا اللى يقولوه أنا مش هسامح حد يتكلم عنى ربع كلمة وهقتص منهم يوم القيامة لكن أنا مستحيل أعيش مع راجل حقېر زى ده بس عشان خاېفة من الناس
هتف عبد الحميد فى ڠضب
قولتلك مفيش حاجة اسمها طلاق الموضوع هيتحل ان شاء الله
هيتحل ازاى يا بابا بقولك جوز بنتك زانى وخاېن ومبيراعيش حرمات ربنا ازاى أأمن على نفسي معاه
هتصل بيه واجيبه هنا وأخليه يوعدنى ان اللى حصل ميتكررش تانى
استجدته قائله وهى تبكى
بابا ارجوك أنا مش عايزة أرجعله تانى أرجوك يا بابا متعملش فيا كدة مش هقدر أعيش معاه أبدا
صاح فى ڠضب
قولتلك انسى موضوع الطلاق
ذهب الى غرفته وأحضر هاتفه واتصل على مصطفى
ألو ازيك يا عمى
أيوة يا مصطفى منتظرك فى البيت تعالالى
خير يا عمى فى حاجه ياسمين كويسة
أما تيجي هتعرف أدامك أد ايه
نص ساعة وأوصل القاهرة
خلاص مستنيك
سلام
هتكلمى مين مصطفى
دخلت ياسمين الى حجرتها القديمة وأغلقت الباب رد الطرف الآخر
ألو
السلام عليكم ازيك يا ماما
وعليكم السلام
قصت ياسمين على والدة مصطفى ما حدث بالتفصيل ثم قالت
يرضيكي يا ماما اللي حصل من مصطفى ده
قالت أمه فى ڠضب
ايه اللي انتى بتقوليه ده أنا ابنى مصطفى متربى أحسن تربيه
بقول لحضرتك شوفت كلامهم مع بعض بعيني كل حاجة كانت واضحة انهم اتقابلوا من يومين وكلامهم مع بعض كان بطريقة بشعه جدا مش طريقة واحد محترم أبدا
صاحت أمه قائله
لا بقولك ايه احترمى نفسك والزمى حدودك ابنى متربي ومحترم ڠصب عنك وعن أهلك وحتى لو كان عمل كدة فيها ايه راجل وغلط ومحدش معصوم من الغلط وبعدين ما انتى السبب لو كنتى بنت عدله زى بقيت البنات مكنتيش خليتى جوزك يبص لبره انتى اللى معرفتيش تملى عين ابنى امشي ارجعى بيتك قبل ما جوزك يوصل وحسك عينك تخرجى من البيت بعد كدة الا بإذنه انتى فاهمة ولا لأ
كظمت ياسمين غيظها لأنها مهما كانت فهى سيدة كبيرة فى السن وقالت
مع السلامة يا ماما مضطرة أقفل دلوقتى
أنهت المكالمة وبكت فى أسى
جلس الصديقان فى انتظار احضار الطعام عندما رن هاتف عمر فرد قائلا
ألو حماتك بتحبك
ضحك أيمن قائلا
عارف بس ليه
عشان احنا دلوقتى أعدين منتظرين أكلة سمك وجمبرى انما ايه فى الجووون
من غيري يا أندال
أما تيجي القاهرة نبقى نطلع تانى سوا
أنا فى القاهرة قولى انتوا فين ولو حد مد ايده على الأكل قبل ما أجى هحط السيخ المحمى فى صرصور ودنه
ضحكعمر قائلا
طيب هنستناك
بعد ساعة ونصف حضر مصطفى الى بيت والدها تركتهم ياسمين يتحدثون معا ودخلت هى و ريهام غرفتهما وقفت ياسمين خلف الباب تستمع
الى الحوار دار الحوار فى اتجاه لم ترضاه أبدا عاهد مصطفى والدها بأنها غلطة ولن تتكرر أبدا وطلب منه أن يسامحه على ما بدر من فى حق ابنته أغلظ عليه والدها فى القول ثم لان بعد ذلك لكى يتم حل الموضوع واحتواء