الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه ياسمين وعمر

انت في الصفحة 40 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


بصعوبه وصلت الى شجرتها ألقت بنفسها على جذعها الذى فارقته منذ ساعات وضعت كفيها على وجهها وجهشت فى بكاء عميق لماذا لا يتركها الناس وحالها لما ينغصون عليها فرحها لماذا يستكثر بعض الناس أن يرى غيره سعيدا لماذا يخوض الناس فى أعراض بعضهم البعض ويمزقونهم بلا هواده لماذا لا يعلم الناس أن الكلمات التى تخرج من أفواههم هم محاسبون عليها تماما كأعمالهم لماذا لا يدرك البعض أن الكلمة قد تكون خنجرا ينغرس فى قلب من أمامه بلا هواده أو تكون بلسما تطيب جرحه فى لحظات الى متى ستشعر بهذا الظلم الى متى ستظل الإبتسامه عزيزة عليها وكأنها زائر لا يحل إلا بعد غياب طويل لحظات ثم يعود ليرحل مرة أخرى بقسۏة أخذت تردد بصوت مرتجف 

اللهم انى مغلوب فإنتصر اللهم انى مغلوب فإنتصر
فجرت مها قنبلتها ثم أخذت طعامها وجلست على احدى الطاولات تتجاذب أطراف الحديث مع شيماء وفجأة رأت دكتور حسن يقف بجانبها فالتفتت تنظر اليه فى صمت فقال بحزم 
المزرعة هنا للشغل وبس يا دكتورة مها مش مكان للقيل والقال لو ضايقتى أى زميلة ليكي مرة تانية أنا هبلغ البشمهندس عمر بنفسي
شعرت مها بالخۏف فقالت له 
أنا مكنتش قصدى أضايقها يا دكتور حسن أنا بس 
قاطعها الرجل بحزم قائلا 
أنا مبحبش أقطع عيش حد لو البشمهندس عمر عرف اللى انتى عملتيه أظن هيتصرف معاكى تصرف يزعلك مش عايز أشوف منك غلطة مرة تانية لا فى حق دكتورة ياسمين ولا فى حق أى حد تانى هنا فى المزرعة مفهوم
أومأت برأسها
فى صمت غادر القاعة فالتفتت الى شيماء قائله 
هو ماله ده يكنش اشتغل محامى للست ياسمين وأنا معرفش
أخذت تتناول طعامها فى حنق
كان عمر يجلس فى مكتبه كان تركيزه كله موجه الى تلك الفتاة التى تبعد عنه بضع خطوات شعر بأنه يرغب فى رؤيتها مرة أخرى نهض من مكتبه وتوجه الى مكان عملها لم يجدها فسأل هانى الذى كان يجلس على أحد الكراسي يطالع كتاب بيده 
مشفتش الدكتورة ياسمين يا هانى 
قال هانى بحنق 
أديني آعد مستنيها شوفتها من شوية ماشيه وواخده فى وشها نادتلها معبرتنيش
قال عمر بقلق 
مشيت منين 
أشار له هانى الى الإتجاه الذى رأى ياسمين تسير فيه ذهب عمر فى اثرها ظن أنها ذهبت الى شجرته اقترب من الشجرة فسمع صوت شهقات صغيره التف حول الشجرة ليجد ياسمين جالسه على الجذع تخفى وجهها بكفيها وتبكى هتف فى لوعه 
ياسمين فى ايه 
رفعت رأسها لتراه أمامها مسحت عبراتها المتساقطه قائله 
مفيش حاجه
تفرس فيها وسألها مرة أخرى 
قوليلى ايه اللى حصل
ردت پحده دون أن تنظر اليه 
قولتلك مفيش
احتار
عمر فى تفسير سبب بكائها خطړ بباله خاطر تألم له قلبه هل من المعقول أنها تبكى لفراق زوجها أمازالت تحبه أتبكيه أم تبكى حبها له أم تبكى صډمتها فيه أم تبكى بعدها عنه لم يتحمل حيرته سألها بصوت خاڤت 
كنتى بتحبيه 
رفعت عينيها اليه فى دهشة من يقصد أيقصد مصطفى كيف يسألها عن أمر خاص كهذا ردت فى حزم قائله 
لو سمحت اتفضل امشى
قال عمر پحده 
طب ريحينى بس
نهضت قائله پغضب 
خلاص همشى أنا
ثم تركته خلفها وانصرفت كانت الغيره تعصف بكيانه أتفكر فيه أتشتاق اليه هل من الممكن أن تسامحه يوما هل من الممكن أن ترغب فى العودة اليه يوما لماذا ترفض التحدث اليه لماذا لا تخبره بما فى قلبها وعقلها ليستريح قلبه عاد الى مكتبه والڠضب على محياه وجد كرم ينتظر بالداخل نظر اليه كرم قائلا 
فى ايه يا عمر 
أزاح عمر كرسي المكتب وجلس عليه فى عصبيه قائلا 
شوفت ياسمين بټعيط من شويه سألتها مالك مرضتش تريحنى 
نظر الى كرم قائلا پغضب 
مش عارف حتى أتكلم مجرد كلام عادى مع البنت اللى بحبها مش مديانى أى فرصة أقرب منها
قال له كرم 
عمر هى لسه مطلقة امبارح وكمان ټهديد طليقها ليها يعني أكيد مشاعرها متضاربه 
نظر اليه عمر قائلا بصرامة 
صمت عمر قليلا ثم هب واقفا وهو يقول 
أنا رايح حالا أطلبها من أبوها
اعترض كرم طريقه قائلا 
يا ابنى اهدى شوية دى لسه مطلقة
قال عمر پحده 
هتجنن يا كرم دى مش راضية حتى تتكلم معايا عايز أثبتلها انى مش بلعب وانى عايزها بجد أنا لحد دلوقتى ماقولتهاش انى بحبها ھموت وأقولهالها يا كرم بس خاېف أقولها تضايق منى وتفتكرنى بلعب بيها عايز أتقدملها دلوقتى عشان لما أقولهالها تعرف انى بحبها بجد وعايزها بجد
قال كرم 
يا ابنى وأهلك انتى ناسيهم
سأله عمر 
ومالهم أهلى 
مش لازم يعرفوا تفاصيل الموضوع ده دول ميعرفوش ان فى موضوع أصلا 
فكر عمر قليلا ثم قال 
معاك حق لازم أستغل الشهر ده لحد ما عدتها تخلص أنا هكلم ماما وبابا وأعرفهم انى عايز أخطب وأخليهم ييجوا هنا ويتعرفوا عليها أهو على الأقل بعد ما الشهر يخلص تكون هى قربت من ماما وماما قربت منها وبقى بينهم علاقة كويسة
قال كرم 
تمام كده 
مش تقولى أطلبها من أبوها فى العده
قال عمر بإصرار 
أنا كدة كدة هكلم أبوها مش هستنى لما الشهر يخلص عايزها تعرف من دلوقتى انى عايزها وكمان عشان أقدر أأقدمها لأهلى ويتعرفوا عليها
خلاص تمام كده رتب انت موضوع أهلك ده
أومأ عمر برأسه قائلا 
هكلمهم النهاردة ان شاء الله
هاتف عمر أهله فى المساء لم يتحدث عن أى تفاصيل فقط قال لأمه بأنه وجد فتاة أحلامه التى يتمنى الارتباط بها ويريدها أن تلتقى مع عائلته ويعرفهم عليها كانت والدته سعيدة للغاية فلطالما انتظرت اليوم الذى يدق فيه قلب ابنها مرة أخرى اتفقا على القدوم بعد ثلاثة أيام لن يحضر الأبوان فقط بل عمته ثريا أيضا انهى المكالمه وهو يشعر بالسعادة فى قلبه فها هو يقترب من حلمه شيئا فشيئا ياسمين
نادى الخادمة وقال لها 
عايزك تنضفى البيت والأوض كلها كويس جدا لان أهلى جايين المزرعة وهيعدوا كام يوم
اقترب عمر من عبد الحميد الجالس داخل المخزن يدقق فى الدفاتر التى أمامه ابتسم عمر قائلا 
صباح الخير يا عم عبد الحميد ربا يديك الصحة
هب عبد الحميد واقفا والتف حول المكتب وسلم على عمر قائلا 
يا صباح النور يا بشمهندس اتفضل
جلسا الإثنان أمام بعضها البعض صمت عمر قليلا وكأن يستجمع أفكاره ثم نظر الى عبد الحميد قائلا 
أنا كنت عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع موضوع يخص الدكتورة ياسمين
قال عبدالحميد بلهفه 
مالها ياسمين بنتى 
طمأنه عمر بإشاره من يده قائلا 
متقلقش مفيش حاجه وحشه أنا بس كنت عايز أكلمك فى موضوع أنا عارف انه مش وقته بس على الأقل يبقى فى ربط كلام بينا
قال عبد الحميد بقلق 
خير يا بشمهندس قلقتنى
تنحنح عمر ونظر اليه ببعض الحرج قائلا 
أنا عارف ان الوقت ممكن ميكنش مناسب بس أنا عايز أطلب منك ايد الدكتورة ياسمين
بهت عبد الحميد وفتح فمه فى دهشة صمت لفترة وهو يحاول استيعاب ما يسمع ثم ردد قائلا 
عايز تتجوز ياسمين بنتى 
ابتسم عمر قائلا 
يشرفنى انى أطلب ايدها منك يا عم عبد الحميد
كان عبد الحميد مازال واقعا تحت تأثير المفاجأة 
فتحدث عمر قائلا 
زى ما قولت لحضرتك أنا عارف ان الوقت مش مناسب بس أنا حابب انى أعرفك وأعرفها برغبتى دى من دلوقتى وكمان أهلى جايين بعد كام يوم وحابب ان الأسرتين يتعرفوا على بعض لحد ما يبقى الوقت مناسب اننا نعمل خطوبة 
صمت قليلا ثم قال 
وبعد اذنك أنا عايز خطوبة وكتب كتاب مع بعض والفرح هيكون بعدهم بوقت قصير
تحدث عبد الحميد أخيرا قائلا 
والله يا بشمهندس أنا اتفاجئت بطلبك وأنا عن نفسي مش هلاقى أحسن منك عريس لبنتى بس أنا لازم أخد رأيها الأول 
قال عمر بسرعه 
طبعا يا عم عبد الحميد كلمها وأنا منتظر منك الرد ان شاء الله
ابتسم عبد الحميد قائلا فى حبور 
اللى فيه الخير يقدمه ربنا
استأذن عمر ثم انصرف وجدت العبرات طريقها الى عين عبد الحميد ورفع رأسه وتمتم قائلا 
أحمدك وأشكر فضلك يارب
أصلا من ساعة ما دخلت المزرعة وهى مش طايقانى
هتفت ياسمين بهذه العبارة وهى جالسه مع سماح فى بيتها قالت سماح 
ليه مش طايقاكى
قالت ياسمين پحده 
هى كده من الباب للطاق
ثم استطردت قائله 
من البداية وهى فاكرة ان فى حاجه بينى وبين البشمهندس عمر
نظرت اليها سماح بخبث قائله 
وهو فى حاجه بينك وبينه 
هتفت ياسمين پغضب 
سماح
خلاص خلاص كنت بهزر
زفت سماح ثم قالت 
بصى سيبك منها ولو عملتلك حاجه تانى قولى ل عمر
هتفت ياسمين پحده 
أقوله ايه أقوله فى واحدة من اللى بيشتغلوا عندك فاكرة ان فى حاجه بينى وبينك !
تمتمت سماح 
معاكى حق مينفعش تقوليله كده
ثم نظرت اليها قائله 
أمال هتعملى ايه
قالت
ياسمين بحزم 
مش هسمحلها تتكلم عنى تانى وهوقفها عند حدها مش عشان طيبة يبقى آخد على أفايا لأ بعد كدة هاخد حقى بإيدي
قالت سماح بمرح
ماشى يا عم الجامد
سمعا صوت مفتاح فى الباب فقالت ياسمين بدهشة 
ايه ده زوجك 
نهضت سماح واستقبلت زوجها على الباب وأخبرته أن ياسمين بصحبتها توجه الى غرفتهما عادت سماح لتجد ياسمين تنهض قائله 
همشى أنا بقه يا سماح
قالت سماح بأسف 
كل مرة بيتأخر فى الشغل النهاردة اليوم الوحيد الى جه بدرى عن معاده
قبلتها ياسمين قائله 
معلش هجيلك وقت تانى
أوصلتها الى الباب قائله 
المهم متحطيش الموضوع فى دماغك وتخلى البتاعه دى تعكنن عليكي 
قالت ياسمين 
لأ خلاص هى حسبي الله ونعم الوكيل فيها وخلاص
وحشتينى
ابتسمت قائله 
انت وحشتنى أكتر مش كنت تقولى انك جاى بدرى 
الموبايل فصل شحن معرفتش أكلمك
قبلته على وجنته قائله 
طب يا حبيبى ثوانى وأحضر السفرة
تبعها الى المطبخ قائلا 
ماشى وأنا هساعدك
ضحكت قائله 
ايه الهنا اللى أنا فيه ده
ابتسم قائلا 
آه بس متخديش على كده
أخذا يعدان السفرة معا وعندما جلسا قال أيمن 
ياسمين عاملة ايه دلوقتى
كويسة الحمد لله مبسوطه انها خلصت من اللى كان زوجها
صمت قليلا ثم قال 
قوليلى يا سماح هو مفيش حاجه كده ولا كده 
نظرت اليه قائله 
كده ولا كده ازاى يعني 
قال بخبث 
يعني الأعدة الحريمي اللى كانت بره من شوية دى متقالش فيها حاجه متعلقه بان
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 85 صفحات