الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه ياسمين وعمر

انت في الصفحة 44 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


مفيش جواز
صاحت عمته غاضبة 
أنا مش فاهمة انت ليه مصر عليها هو اللى خلقها مخلقش غيرها
حاول عمر تمالك أعصابه لكن كلمات خرجت پحده شديدة 
أنا مش فاهم انتوا ليه حكمتوا عليها من قبل ما تشوفوها مش تشوفوها الأول وتعدوا معاها وبعدين تقرروا هى مناسبه ولا مش مناسبه رغم ان القرار ليا بس برده انتوا عيلتى ويهمنى ان العلاقه بينكوا وبين الانسانه اللى اخترها تكون كويسه

قالت أمه ببرود 
نشوفها أو منشوفهاش ده مش هيغير واقع انها مطلقه
أضافت عمته فى عصبيه 
وبنت موظف
على المعاش يعني لا ليها أصل ولا فصل
قام عمر من فوره غاضبا وأزاح كرسيه وقال 
كفاية لحد كدة سمعت بما فيه الكفاية
خرج غاضبا من البيت وتوجه الى سيارته ركب بعصبيه ثم انطلق خارج المزرعة 
ساد الصمت فى حجرة الطعام وتوقف الجميع عن تناول طعامهم قال نور الدين موجها حديثه لزوجته وأخته 
انتوا ليه مصريين تخسروه 
نظرت اليه أخته پحده قائله 
يعني انت عاجبك اللي ابنك عايز يعمله ده
قال پحده مماثله 
وهو عايز يعمل ايه يتجوز على سنة الله ورسوله ايه المشكلة فى كده
ظهرت علامات الڠضب على وجه كريمه وقالت 
عايز يتجوز واحده مطلقه 
وايه المشكله يعني طالما شايف انها مناسبه ليه وطالما ان جوازتها الأولى كان الغلط من جوزها مش منها وكمان جوازها كان شهر واحد زى ما قالنا
قالت كريمه بإستغراب
يعني انت موافق موافق ان ابنك الوحيد يتجوز واحده كانت متجوزه قبل كده
قال بحزم 
أيوة موافقه لان دى حاجه تخصه هو لوحده ملناش اننا نتدخل فيها وابنك راجل مش عيل صغير بيدير مجموعة شركات كبيرة فى مصر مش هيقدر يدير حياته 
قالت كوثر فى ڠضب مكتوم 
انتوا حريين وافقوا زى ما انتوا عايزين أما أنا فمش ممكن أبارك الجوازه دى عنده مليون بنت مش لاقى الا دى ويختارها ليه من قلت البنات فى البلد واحدة زيها تيجي ايه جمب بنتى ايناس عشان يسيبها ويبص لبره ايناس مش عجباه والست اللى سبق لها الجواز هى اللى عجباه 
نظر اليها نور الدين قائلا ببرود 
هو حر يختار البنت اللى على مزاجه اذا كانت البنت دلوقتى مبتتغصبش على الجواز هنيجى نغصب الولد 
قالت ثريا بتعالى 
ويتغصب ليه هى ايناس دى فى زيها بنت عيله وأدب وأخلاق وجمال ومال وحسب ونسب يعني لقطة أى شاب يتمناها
قالت كريمة مبتسمه تحاول تلطيف الجو 
طبعا دى ايناس دى ست البنات
قالت لها ثريا بتهكم 
قولى لابنك بدل ما يبص بره العيله احنا أولى بلحمنا
قالت ذلك ثم انصرفت غاضبه الى غرفتها
دخل أيمن الأنتريه وقدم الى عمر صنيه موضوع عليها شاى وطبق من الكيك ونظر الى صحبه قائلا 
دوق بأه الكيك ده حاجه كده عمرك ما دوقت زيها فى حياتك
تناول عمر رشفه من فنجانه وظل صامتا نظر اليه أيمن قائلا 
أنا كنت متوقع كده
نظر اليه عمر قائلا 
انت هتقولى زى كرم هو كمان كان متوقع كده اشمعنى أنا الوحيد اللى متوقعتش كده
أخذ أيمن فنجانه ورجع الى الوراء قائلا 
للأسف احنا فى مجتمعنا شويه أفكار متخلفة عايزه بنزين وعود كبريت ويتولع فيها دايما ينظر للمرأة المطلقة بدنيويه كأنها مش زى باقى النساء حتى لو سبب الطلاق مش منها برده لازم يتبصلها البصه دى وكل أم بتبقى هتجنن لو ابنها قال ان عايز يتجوز واحده اتجوزت قبل كده على الرغم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج الا واحدة بس بكر وهى أمنا عائشة رضى الله عنها وباقى أمهات المؤمنين كانوا متزوجات قبل كده وأولهم أمنا خديجه رضى الله عنها اللى النبي صلى الله عليه وسلم قال انى رزقت حبها
تمتم عمر 
عليه الصلاة والسلام
تنهد عميقا ثم قال 
أنا كمان مكنتش أتخيل فى يوم من الأيام انى ممكن أتجوز واحده اتجوزت قبل كده بس بجد حبيتها يا أيمن كل حاجه فيها عجبانى هى دى الزوجة اللى أتمناها فعلا فاكر لما قولتلى انك مش بتدور على زوجة وبس انت بتدور على أم لولادك كمان 
أومأ
أيمن برأسه فأكمل عمر قائلا 
أهو انا شايف ياسمين مش بس زوجه شايفها أم لولادى وصاحبه وحبيبه وأخت وصديقه وكل حاجه فى دنيتي بجد بحبها أوى ومش هرتاح الا لما تكون ليا
ابتسم أيمن قائلا
ان شاء الله هتكون ليك بس انت اصبر شوية وبلاش صدام بينك وبين أهلك لحد ما يتقبلوا الأمر ان شاء الله بس قول يارب
تمتم عمر قائلا 
يارب يارب تكون من نصيبي
كان يقف يعطى تعليماته لأحد العمال عندما وجدها فجأة تقف أمامه صرف العامل ثم توجه ناحيتها قائلا 
نهلة ايه اللى جابك هنا
قالت نهلة ببرود 
عايزة أتكلم معاك
قال لها بتأفف 
مش فاضى عندى شغل
قالت پحده 
دلوقتى يا مصطفى
ثم استطردت قائله وفى عينيها نظره محذره 
حالا
ذهبا الى حيث مكتبه وطلب من زميله مغادرة المكتب للحظات أغلق الباب ونظر اليها قائلا ببرود 
خير فى ايه 
نظرت اليه قائله 
أنا حامل
اتسعت عينا مصطفى دهشه وهتف قائلا 
نعم ياختى
قالت بحزم 
بقولك أنا حامل
صمت قليلا يحاول استيعاب الأمر ثم نظر اليها قائلا پحده 
وأنا ايه يضمنلى انك حامل منى أنا انتى أصلا واحدة تييييييييييييت روحى شوفى مين أبوه أنا مش ممكن أعترف بيه
صاحت نهلة پحده 
آه يا تييييييييييييت انت عارف ان محدش لمسنى غيرك
قال بسخرية 
لا مش عارف وأنا ايه يثبتلى كلامك ده
قالت بصرامة 
بسيطة يا بشمهندس تحليل صغير لل DNA يتعمل وفى خلال شهر واحد بتطلع النتيجه
بهت مصطفى فأكملت نهله قائله 
ولو رفعت بالتحليل ده قضية هقدر بكل سهولة انى أثبت انه ابنك وأكتبه بإسمك كمان
جلس مصطفى فلم تعد قدماه تحملانه أخذ يتخيل كلام من حوله عندما تلطخ سمعته بهذا الشكل قال بوهن 
والمطلوب دلوقتى
قالت نهلة بقسۏة 
المطلوب اننا نتجوز 
قفز من مقعده صائحا 
نعم يا روح أمك
قالت نهلة بلهجة ټهديد 
اعملها بمزاجك أحسن من الڤضيحة فى المحاكم ده غير الفصيحة اللى هعملهالك هنا فى شغلك وعند بيتك مش هخلى حد الا ويتف فى وشك
صړخ قائلا 
وهتفضحى نفسك انتى كمان
قالت بمراره 
أنا كده كده خلاص اتفضحت يعني عليا وعلى أعدائي
صمت يحاول استيعاب الموقف ثم نظر اليها قائلا 
وأهلك هتقوليلهم ايه على الجوازه السريعة دى
قالت بسخريه 
أهلى انت عارف ان اخواتى كلهم متجوزين وكل واحد فى حاله محدش بيسأل عنى ولا أصلا أفرق معاهم فى حاجه مليش الا أمى ودى ما هتصدق تخلص منى والبيت يفضى عليها هو وجوزها
قال بسخريه 
مرتبه كل حاجه يعني
نظرت اليه قائله بلهجة ټهديد 
آخر الاسبوع تكون كتبت عليا يا مصطفى وإلا وديني وما أعبد لهتشوف منى اللى يشيبك قبل أوانك وانتى عارف نهلة لما بتقول حاجه مبتقولهاش على الفاضى بتنفذ على طول
خرجت وتركته يتخبط بين الحيرة والحسړة والندم والڠضب
انتى مدام ياسمين 
قالت ياسمين بصوت خاڤت وهى تشعر بالحيره لمعرفة تلك السيدة بإسمها 
أيوة أنا ياسمين
نظرت المرأة اليها من رأسها الى أخمص قدميها وكأنها تتفحص جاريه فى سوق الجوارى احمرت وجنتا ياسمين من الڠضب وعادت الى اكمال عملها متجاهله تلك المرأة التى ترمقها بنظرات وقحه اقتربت منها المرأة أكثر قائله 
أنا عمت عمر الألفى 
نظرت اليها ياسمين بدهشه وقد صدمت عندما علمت بشخصيتها أكملت مدام ثريا بنبره متعاليه 
جيت أشوف البنت اللى عمر عايز يدخلها عيلتنا
احمرت وجنتا ياسمين مرة أخرى لكن هذه المرة خجلا وابتسمت لمدام ثريا قائله 
أهلا وسهلا بحضرتك نورتى المزرعة
قالت
مدام ثريا بنفس النبرة المتعاليه 
اللى عرفناه من عمر ان انتى ووالدك وأختك بتشتغلوا هنا فى المزرعة
أومأت ياسمين برأسها قائله 
أيوة فعلا
طيب أنا هتكلم معاكى من الآخر لان طبعى انى واضحه وصريحه ومبحبش اللف ولا الدوران
شعرت ياسمين بالقلق قالت 
اتفضلى
قالت مدام ثريا بهدوء وحزم 
طبعا انتى عارفه مين هو عمر وهو ابن مين وعنده ايه وان بنات كتير أوى يتمنوه ومش أى بنات بنات لهم حسب ونسب يعني بنات متتعيبش ومن نفس مستواه المادى والإجتماعى انتى بأه شايفه انك هتكونى زوجه مناسبه لواحد زى عمر يعني شايفه نفسك زوجك يتشرف بيها وهو بيقدمها للناس ولا يتكسف منها ومن عيلتها
اڼفجرت الډماء فى أوردة ياسمين فصار وجهها مثل الجمرة المشتعله كانت تشعر ببركان
ثار بداخلها لوقع تلك الكلمات عليها لكنها راعت أنها تتحدث الى سيدة فى عمر والدتها رحمها الله فقالت بصوت حاولت أن تجعله هادئا بقدر الإمكان 
أنا مش شايفه حاجه تعيبنى أو تعيب عيلتى والانسان اللى هتجوزه لو محسش انى أشرفه يبقى ميلزمنيش أصلا
ابتسمت مدام ثريا بسخريه ثم قالت 
طبعا انتى عارفه ان عمر كان خاطب قبل كده
أومأت ياسمين برأسها فى صمت فأكملت قائله 
هى وأهلها كانوا طمعانين فى عمر وفضلت البنت تلف عليه وتعمل المستحيل عشان الجوازه دى تتم لحد ما كشفها على حقيقتها وفسخ الخطوبه 
أخرجتها مدام ثريا من حيرتها عندما أخبرتها بسبب فسخ الخطوبة لأن هذا الأمر ظلت تفكر فيه كثيرا أكملت مدام ثريا قائله بشئ من الكبر 
عشان كده لازم المرة دى لما ييجى يختار يختار صح وكلنا لازم نشاركه الاختيار ده لان البنت اللى هيتجوزها هتشيل اسم عيلتنا اللى طول عمرها فى السما
نظرت اليها ياسمين بشفقه نعم بشفقه فلقد تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذره من كبر أكملت مدام ثريا قائله 
اللى عايزه أقوله انى شايفه انك اخر واحده ممكن تكونى مناسبه لعيلة الألفى انتى واحدة كويسة وأكيد هتلاقى انسان كويس زيك له نفس ظروفك ومن نفس مستواكى 
شعرت ياسمين بالعبرات تحاول أن تجد الطريق لعينيها لكنها أوقفتها بحزم لن تسمع لتلك المرأة المتغطرسة أن ترى تأثير كلماتها المسمۏمة عليها قالت ياسمين بصوت مرتجف 
أنا لسه مدتش قرار فى الموضوع ده 
قالت ثريا بسخرية 
هو فى واحده عاقله تقول ل عمر لأ 
شعرت ياسمين بمزيد من الحنق فأكملت ثريا 
أنا بس حبيت أنصحك الفرق بينك وبين عمر هيدمر حياتكوا بعد كده هو ممكن يكون بيحبك دلوقتى بس بعد الجواز الحب بيضيع والحاجات التانية هى اللى بتظهر ساعتها هيندم على اختياره وعلى تسرعه وهيعرف انكوا مش مناسبين لبعض 
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 85 صفحات