روايه وحيدتي
زى السم عشان كنت بتكلم وأضحك مع مامته واخواته فكرنى بعمل كده عشان ميطلقنيش .. قالى كلام صعب أوى خلانى نزلت أنام فى الجنينة مكنتش طايقة أنام معاه فى نفس الأوضة لحد ما تعبت وسخنت أوى
ثم أكملت بصوت مرتجف وأعين دامعه
تعرفى أكتر حاجه بتوجع هى انك تبقى عايشة مع حد يحسسك كل شوية انك واحده مش محترمة ورخيصة ودايرة على حل شعرك
بيقولى كلام وحش أوى يا مى عمر ما حد أهانى كده
وضعت مريم كفها على فمها تكتمه حتى لا يصل صوت بكائها لأحد فى المنزل .. كان مراد يراقبها من خلف الزجاج ويستمع الى بكائها وقد عقد ما بين حاجبيه .. وقف الى أن سكنت وهدأ بكائها ثم الټفت وغادر الغرفة وتوجه الى مكتبه بالأسفل جلس شاردا يسترجع كلماتها التى بثتها منذ قليل وهو يشعر بمزيج من الحيرة والأسى.
استيقظ مراد قبل الفجر بنصف ساعة ليجد الأريكة فارغة .. توضأ وأرتدى ملابسه وخرج يبحث عن مريم .. ظن انها فعلت كما فعلت من قبل ونامت فى الحديقة .. نزل الى الأسفل ليسمع تمتمه من غرفة المعيشة .. اقترب ببطء فرآى مريم تصلى حاملة مصحفها .. لم يصدر صوتا خشية من أن تنتبه اليه وتفقد تركيزها وخشوعها .. لا يدرى لما ظل ينظر اليها وشعور بالراحة والسکينة يغمر نفسه .. ظل دقائق واقفا يراقبها .. ثم انصرف وغادر المنزل الى المسجد القريب .. أنهت مريم صلاة القيام قبل الفجر بلحظات ثم صلت الفجر وصعدت الى الدور العلوى طرقت باب غرفة سارة طرقات خفيفة .. فلم تجد استجابة فطرقته بقوة أكبر فتحت سارة الناعسة وهى تقول
ابتسمت مريم قائله
أيوة الفجر أذن قومى صلى يلا
فركت سارة عينيها وقالت
ماشى
يا حبيبتى كويس انك صحتيني بقالى كتير مش بصليه
قالت مريم
بس اوعى تنامى تانى
ابتسمت سارة ابتسامه ضعيفه وهى تقول
لا فوقت خلاص
فعلت مريم المثل مع نرمين التى أجابت پحده قائله
كنت نايمة ربنا يسامحك
قالت مريم مبتسمه
قالت نرمين بضيق
لما بصحى مبعرفش أنام تانى
ابتسمت مريم
أصلا الافضل انك متنميش تانى البركة بتبقى فى الوقت ده .. يلا متكسليش وصلى
أومأت نرمين برأسها فى تبرم .. توجهت مريم الى غرفة ناهد فى تردد وطرقت الباب .. رأتها سارة وهى خارجة من غرفتها فإبتسمت قائله
لا متتعبيش نفسك ماما على طول بتصلى الفجر فى معاده
ايه ده البيت كله صاحى ولا ايه
قالت سارة
آه مريم صحتنا عشان نصلى الفجر
قالت ناهد بعتاب
أخيرا .. طيب الحمد لله يا ست سارة ان فى حد قدر عليكي انتى و نرمين أنا فقدت فيكوا الأمل من زمان
ابتسمت مريم قائله
خلاص يا طنط سيبى صحيانهم عليا وأهو أخد ثواب من وراهم
ماشى يا قطة هعتمد عليكي فى الموضوع ده ربنا يعينك عليهم
عاد مراد من الخارج ليجد الثلاثة واقفين يتحدثون معا فقال بإستغراب
فى حاجه
توترت مريم لرؤيتها اياه .. رؤياه دائما تشعرها بالتوتر والإرتباك .. فقالت بصوت خاڤت
تصبحوا على خير
وهربت
الى .. غرفته .. شعرت بالحنق .. فلا مهرب منه الا اليه .. قالت ناهد مبتسمه
مراتك ربنا يباركلها كانت بتصحينا عشان نصلى الفجر .. يلا روح نام بأه معدش الا كام ساعة وتقوم لشغلك
تمتم مراد
تصبحى على خير
وانت من أهل الخير
دخل مراد غرفته .. حيث كانت مريم واقفة فى الشرفة يداعب وجهها نسمات الصباح الباردة .. وقفت شاردة تنظرالى الحديقة وما حولها .. فتح مراد باب الشرفة وقال لها بلهجة آمره
ادخلى
التفتت مريم التى فوجئت بوجوده .. نظرت اليه دون حراك فنظر اليها وأعاد ما قال
ادخلى
امتثلت لكلامه وتوجهت الى اريكتها أغلق مراد الشرفة بإحكام وأحكم غلق الستارة جيدا .. ثم توجه الى فراشه .. نامت مريم وقد أولته ظهرها .. أما مراد فقد غرق فى تفكير عميق .
كان مراد غارقا فى أعماله عندما وجد طارق أمامه .. شعر مراد بتغير صديقه فقال وهو ينظر اليه
مش عاجبنى على فكرة
قال طارقبتهكم
ليه بأه
ترك مراد القلم من يده ورجع بظهره الى الخلف ونظر الى صديقه متفحصا وقال
حسك متغير .. معرفش ليه .. فى حاجة مضيقاك يا طارق
زفر طارق بضيق ثم قال بعصبيه وهو يتحاشى النظر الى عيني مراد
لا أبدا بس يمكن ضغط الشغل تعبلى أعصابي شوية
ابتسم مراد قائلا
ماشى هحاول أقنع نفسي بكده
أمسك مراد قلمه مرة أخرى وعاود تفحص أوراقه عندما نظر اليه طارق وقال بشئ من التردد
انت بأه أخبارك ايه
قال مراد دون أن يرفع رأسه
الحمد لله
قال طارق بصوت حاول أن يبدو عاديا
وأخبار عمتك ايه متعرفش هترجع امتى
رفع مراد رأسه ونظر الى طارق بتمعن وقال
لأ هى تعبانه شوية ومش هتقدر تيجي دلوقتى
قال طارق بشئ من الضيق
أنا مش عارف انت ليه مستنيها أصلا يعني هى اللى هتطلق ولا انت .. طالما المشاكل فى الصعيد مش هنا خلاص طلقها وسيبها تشوف نصيبها
قال مراد بحزم
مستنى أتأكد ان المشاكل انتهت وان الطلاق مش هيسبب مشاكل تانية .. وبعدين لو سمحت يا طارق أنا مش حابب اسلوبك فى الكلام عن الموضوع ده
قال طارق وهو يحاول التحكم فى أعصابه
معلش يا مراد بس البنت فعلا صعبانه عليا وحاسسها اتظلمت
قال مراد بهدوء
سألتك انت تعرف عنها ايه قولتلى متعرفش حاجه
قال طارق وهو ينهض
أيوة معرفش غير انها كان مكتوب كتابها وخطيبها ماټ
سأل مراد بإهتمام
اسمه ايه
قال طارق بتهكم وهو يغادر الغرفة
معرفش اسألها
قال سامر ل سهى وهما جالسان معا فى بيته ..
حبيبتى
ايه رأيك نسافر اسبوع مع بعض
قالت سهى بحنق
انت بتستهبل يا سامر وأقولهم ايه فى البيت
قال سامر ببساطة
قوليلهم طالعة رحلة مع صحابك
قالت سهى بعصبية
لا طبعا مستحيل يوافقوا انى أبات بره .. أسافر ماشى لكن من غير بيات
وابتسم قائلا
خلاص يبأه نروح تقضى يوم فى أى مكان أنا وانت وبس يا جميل
نظرت اليه سهى قائله
وبعدين يا سامر
قال بدهشة
وبعدين ايه
قالت بأسى
وبعدين اخرة اللى احنا فيه ده .. مش ناوى تاخد خطوة بأه
قلبها قائلا
أنا عايز آخد خطوات مش خطوة واحدة
أبعدته عنها قائله
سامر لو سمحت أنا بتكلم بجد
زفر سامر بضيق واعتدل فى جلسته قائلا
مش فاهم قصدك يا سهى
قالت بعصبيه
ايه اللى يمنع ان ارتباطنا يبقى رسمى يا سامر .. احنا الاتنين بنحب بعض ومفيش بينا مشاكل وانت ظروفك كويسة قولى بأه ايه يمنع
قال وهو يخرج سېجارة ويشعلها
للأسف يا حبيبتى مضطرين نأجل الموضوع ده شوية
قالت پحده
ليه يا سامر نأجله ليه
قال وهو ينظر اليها ويمرر أصابعه فى خصلات شعرها
عشان فى مشاكل دلوقتى فى البيت وعندنا حالة ۏفاة وطبعا مينفعش أخطب دلوقتى
قالت سهى بحزن
بس أنا نفسي ارتباطنا يبقى رسمى يا سامر .. نفسي ما أحسش انى بعمل حاجه غلط
اقترب منها أكث
حبيبتى انتى مبتعمليش حاجه غلط وهو انتى مع واحد غريب انتى معايا انا ..
سامر اللى بكرة يبقى جوزك وتبقى مراته
قالت بلهفه
نفسي بأه يا سامر ده يحصل
قائلا
هيحصل يا حبيبتى وقريب أوى بس مش طالب منك أكتر من انك تتحمليني شوية وتتحملى ظروفى لحد ما أقدر أتكلم معاهم فى البيت
ابتسمت قائله
ماشى يا حبيبى ولا يهمك
نظر اليها قائلا
يعني هتقفى جمبي ومش هتتخلى عنى أبدا
قالت
أيوة طبعا يا حبيبى
ابتسم ونظر اليها بهيام قائلا
طيب أنا عايز أطلب منك طلب والطلب ده هيثبت اذا كنتى فعلا بتحبينى ومقدرة ظروفى ولا لاء
قالت له
اطلب يا حبيبى
قال سامر وهى ينظر اليها بخبث
تقبلى تتجوزيني
ضحكت بسعادة قائله
طبعا موافقة
قال سامر
طيب قولى ورايا زوجتك نفسي على سنة الله ورسوله
ضحكت سهى بمرح وقالت
زوجتك نفسي على سنة الله ورسوله
قال سامر بخبث
وأنا قبلت زواجك
ثم قال
على فكرة احنا كدة خلاص يعتبر اتجوزنا
صاحت سهى
نعم .. لأ طبعا
قال سامر بثقه
لأ يعتبر اتجوزنا لأن الجواز عرض وقبول وانتى جوزتيني نفسك وأنا قبلت
قالت سهى بقلق وهى تبتعد عنه
انت بتهزر صح
لأ طبعا مبهزرش ده الكلام اللى بيقوله أى مأذون لما بييج يجوز اتنين لبعض واحنا قولناه يبقى خلاص متجوزين
هبت سهى واقفه وقالت پحده
انت بتستهبل يا سامر لا طبعا فى حاجات كتير ناقصة
جذبها من يدها وأعدها الى جواره ووضع ذراعه على
كتفها وقال
طيب قوليلى ايه اللى ناقص
قالت بحيرة
ناقص ان يبقى فى مأذون وقسيمة جوازويبقى فى شهود
قال سامر
حبيبتى أولا تقدرى تقوليلى الناس زمان كانت بتتجوز ازاى .. قبل ما يكون فى مأذون وقبل ما يعملوا السجل المدنى .. هاا يعني ايام الرسول كان فى سجل مدنى طبعا لا .. كان فى مأذون .. طبعا لا .. كانت الناس بتتجوز بطريقتنا دى وبيكتبوا ورقة بينهم وبيبقى فى شهود وبيمضوا عليها كمان
صاحت سهى پحده
جواز ع رفى
قال سامر
الناس هى اللى أطلقت عليه الاسم ده لكن ده جواز طبيعى جدا
قالت سهى
لا طبعا مش طبيعى
قال سامر
يعني عايزه تفهميني ان كل الناس اللى كانت بتتجوز من قبل ما بخترعوا السجل المدنى كل دول جوازهم باطل
صمتت سهى فى حيرة وهى لا تدرى ما تقول فأكمل قائلا
لا طبعا .. ليه .. لان الجواز هو اللى احنا عملناه دلوقتى واحدة بتعرض نفسها وواحد بيقبل وربنا بيكون شاهد عليهم .. وعشان حقوق الطرفين بيكتبوا ورقة ويعملوا منها نسختين وبيكون عليها شهود وده اللى احنا هنعمله بالظبط
قالت سهى بأسى
وليه منتجوزش
طبيعى زى ما كل الناس بتتجوز ونفرح أهلك وأهلى
قال سامر
حبيبتى أنا نفسي فى ده أكتر منك بس أعمل ايه فى الظروف اللى مضطرين نستحملها احنا الاتنين .. وقريب أوى المشاكل اللى عندى فى البيت هتتحل
نظر الى وجهها قائلا
هااا يا حبيبتى ايه رأيك .. أنا فكرت فى كده لما لقيتك بتضايقي من وجودك هنا من غير ما يكون فى بينا حاجه رسمى .. جوازنا هيقلل احساسك بالذنب لانك مش هتبقى بتعملى حاجه غلط .. هتكون فى بيت جوزك يعني فى بيتك
نظرت اليه سهى بحيرة وصراع نفسي كبير بداخلها .. فأكمل سامر بهمس
أنا لو مكنتش بحبك مكنتش أصلا دخلتك البيت ده .. البيت ده مفيش أى واحدة بتدخله .. انتى الوحيدة اللى دخلته .. عارفه ليه .. لان ده بيتك يا سهى .. بيتك انتى وأنا جوزك انتى
نظرت سهى حولها تتطلع الى البيت ومازالت الحيرة فى عينيها فأكمل قائلا
لو تحبي أنا ممكن أتصل بصحابي حالا ييجوا ويشهدوا على جوازنا
قالت سهى بصوت خاڤت
لا يا سامر مش هينفع .. نستنى أحسن لما مشاكلك فى البيت تتحل
ابتعد سامر عنها ببرود وهب واقفا وقال
يلا عشان عندى شغل ومضطر أمشى دلوقتى
وقفت ونظرت اليه بأسى اقتربت منه وحاولت أن تلمس ذراعه فنفضه بعيدا عنها توجه الى باب البيت وفتحه فى انتظار خروجها اقتربت منه سهى وقالت بأسى
سامر عشان خاطرى متزعلش