روايه وحيدتي
منى .. بس مش هقدر بجد
قال ببرود دون أن ينظر اليها
يلا يا سهى لو سمحتى عايز أغير هدومى عشان ألحق معادى
قالت سهى بصوت حزين
طيب هنتقابل تانى امتى
قال ببرود
معرفش على حسب ظروفى
طيب هكلمك أول ما أروح
لم يجيبها .. خرجت سهى وهى تشعر بالحزن والأسى.
قولتلك متتصلش بيا تانى لو سمحت
هتفت نرمين بهذه العبارة وهى تتحدث الى حامد عبر الهاتف فقال حامد بشئ من الحده
قالت بحزم
بقولك متتصلش تانى .. ومقابلة مستحيل أقابلك .. بجد أنا مش فاهمة ازى كنت غبية كدة .. أنا اطمنتلك لما عرفت انك صاحب مراد ومتخيلتش أبدا انك ممكن تلعب بيا لأنك أكيد هتعمل حساب لأخويا .. بس بجد مش عارفه أقولك ايه أنا بجد بحتقرك أوى وبحتقر نفسي قبل منك لانى سمحتلك انك تتمادى معايا كده .. بجد لو سمحت كفاية كدة ومتتصلش بيا تانى
ماشى يا نرمين .. مش هتصل تانى .. بس انتى اللى هتتصلى .. سلام
أنهت المكاملة وهى تشعر بتوتر بالغ .. جلست على فراشها مهمومة وحزينه .. طرقت مريم باب غرفتها ففتحت قائله
أيوة يا مريم فى حاجه
ابتسمت لها مريم قائله
أعده لوحدك ليه .. كلنا أعدين تحت تعالى اعدى معانا
قالت نرمين شارداه
نظرت اليها مريم وقالت بقلق
مالك يا نرمين فى حاجة تعباكى
قالت نرمين بسرعة
لا مفيش حاجه مصدعة بس
قالت مريم بحنان
طيب يا حبيتبى هنزل أجبلك حاجه للصداع
قالت نرمين بسرعة
لا أنا أخدت خلاص شكرا يا مريم بس عايزة أنام شوية
ماشى يا حبيبتى
أغلقت نرمين الباب ورمت بنفسها على فراشها وهى تشعر بالهموم تثقل كتفيها
يا مصېبتي
سمعت بعدها صوت نغمة رسائل متتتالية .. كانت الصور تجمعها ب حامد يوم أن تقابلا .. لكن الصور كانت معدلة أو بمعنى آخر محرفة .. فظهرت نرمين فى احدى الصورة و حامد ممسكا بيدها عندما كانا جالسان معا فى المطعم .. وفى صورة أخرى تظهر حامد وكأنه يهم بتقبيلها .. وصورة التاكسى وهو يميل برأسه من الشباك لتقبيلها .. شعرت بقلبها يقفز من مكانه من شدة الفزع .. أتصلت به بأصابع مرتجفة .. لم يجيب من أول مرة ولا ثانى مرة أجاب فى الثالثه وقال بمرح
مش ههون عليكي تحرمينى منك
قالت بصوت مرتجف
ايه الصور
دى .. انت ازاى عملت فى الصور كده
قال حامد بمرح
دى صورى أنا وانتى يا حبيبتى لأول مقابلة بينا لحقتى تنسيها يا نرمين
قالت بصوت أوشك على البكاء
بس اللى فى الصور ده محصلش .. انت عملت ايه فى الصور .. وازاى صورتها أصلا
قال حامد ضاحكا
أجهشت فى البكاء قائله
حرام عليك .. أرجوك امسحهم لو مراد شافهم هيقتلنى
قال حامد
اسمعى كلامى وأنا أمسحهم
قالت من بين شهقاتها
مستحيل أقابلك أبدا مش هيحصل
قال حامد
وأنا مطلبتش أقابلك يا نرمين .. عايز منك حاجه تانية
توقفت عن البكاء وقالت بريبه
عايز ايه
قال حامد
مش دلوقتى .. هقولك بعدين .. سلام يا حبي
أنهى المكالمة .. حاولت الاتصال به مرة أخرى لكنه لم يرد .. ألقت بنفسها على فراشها وقد أجهشت فى بكاء مرير
عاد مراد من عمله ليجد أمه فى استقباله وهى تشير الى غرفة المعيشة قائله بحزم
عايزاك يا مراد
شعر مراد بالقلق ولحق بها قائلا
فى حاجه يا ماما .. البنات كويسين
وقفت أمه فى مواجهته وقد عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت پغضب
ملقتش الا بنت الراجل اللى قهر أبوك وتتجوزها يا مراد
صمت مراد قليلا ثم قال
هى قالتلك
صاحت ناهد پغضب
هتقولى ازاى وانتوا من الواضح انكوا اتفقتوا مع بعض ان محدش يجبلى سيرة .. اكنى مكنتش هعرف فى يوم من الأيام
قال مراد بإستغراب
أمال عرفتى منين
قالت ناهد پحده
اتصلت أطمن على عمتك .. مراة سباعى ردت عليا ولقتها بتقولى ربنا يكون فى عونك ازاى مستحملة بنت الراجل اللى جوزك اتظلم بسببه
نظر اليها مراد وقال مستفهما
قالتلك حاجه تانى
قالت ناهد ببرود
لا قالت كده بس واضطريت انى أعمل قدامها أكنى كنت عارفه ماهو مش معقول أحسسها انى آخر من يعلم ومش عارفه مين البنت اللى دخلت بيتي
شعر مراد بالراحة لأن أمه لم تعلم طريقة زوجه من مريم .. قال لها بهدوء
هى ملهاش ذنب فى اللى أبوها عمله زمان .. ربنا بيقول ولا تزر وازرة وزر أخرى وحضرتك عارفه كده كويس
نزلت مريم الدرج وهمت بان تتوجه الى غرفة المعيشة عندما سمعت ناهد تقول بضيق
أيوة عارفه كده .. بس كنت اتمنى أعرف ده منك بدل ما أعرف من بره .. وكمان مش متخيلة ان مفيش بنت عجبتك فى البلد غيرها ده انا ياما جبتلك عرايس وتروح فى الآخر تتجوز بنت راجل زى ده
شعرت مريم بالألم وهى تستمع الى تلك الكلمات .. وتوجهت مسرعة الى غرفة مراد .. جلست على الأريكة وهى تستغفر الله عز وجل والدموع فى عينيها وتتمتم لنفسها
يا ربي أول ما بدأت أحس انى فى حد حنين عليا تتقلب الدنيا كده
تنهدت مريم بعمق وهى تحاول أن تتخيل معاملة ناهد لها بعدما علمت بمن تكون .. كان تلاقى من مراد الأمرين .. شعرت بأن أعصابها لن تتحمل ضغوطا أخرى .. جلست تستغفر الله عز وجل عله يفرج كربها .. دقائق ورأت مراد يدخل الغرفة بعدما طرق الباب .. أغلق الباب خلفه فهبت واقفة وقالت
لو سمحت .. أنا عايزة أروح أعد فى شقتى
نظر اليها مراد صامتا .. ثم قال
ليه
قالت دون أن تنظر اليها
أنا ڠصب عنى سمعت جزء من كلام طنط ناهد .. مكنش قصدى أسمع .. وأنا شايفه ان معدش ينفع أستنى هنا
اقترب منها مراد فرفعت وجهها وابتعدت للخلف .. كان ينظر اليها پحده وقال بجديه بالغة
طول ما فى ورقة جواز بينا مش هسمحلك تسيبي البيت ده
علمت من نظراته ونبرة صوته أن الموضوع منتهى بالنسبة له .. قالت بحنق
طيب أنا كدة كدة لازم أروح هناك لانى محتاجة حاجات ليا فهروح بكرة ان شاء الله
قال مراد ببرود
مفيش مشكلة هروح معاكى
نظرت اليه قائله
لا مفيش مشكلة هروح لوحدى
قال بإصرار
قولت هروح معاكى .. جهزى نفسك على الضهر هرجع من المكتب أخدك
فى الصباح حاولت مريم تجنب ملاقاة ناهد الى أن حضر مراد بسيارته وانطلقا معا الى بيتها .. صعد مراد خلفها الدرجات المتهالكة .. توقفت أحد الأبواب التى يبدو عليها القدم .. دلفا معا الى الداخل .. شعرت مريم بالتوتر الشديد لوجود مراد معها فى هذا المكان الخاص .. الذى يحوى ذكرياتها مع أسرتها .. أغلقت مريم الباب وقالت بتوتر
هخلص بسرعة
توجهت الى غرفتها و اخذت حقيبة من تحت الفراش وأخذت فى جمع ما أرادته .. فوجئت ب مراد واقفا أمام باب الغرفة المفتوح .. شعرت بالإضطراب .. نفس الإضطراب الذى يراودها كلما نظرت اليه .. أخذت عينا مراد تدوران فى الغرفة كعين الصقر .. يتفحص كل ما فيها .. وقع نظرة على الفراشين المتجاورين .. فنظر الى مريم قائلا
انتى عندك اخوات
مرت سحابة حزن أمام عينيها قالت وهى تكمل حزم
أشيائها
أيوة .. بس مټوفية
لانت ملامح مراد قليلا وهو ينظر اليها .. صمت قليلا ثم قال
هى مامتك فى الصعيد مع أهل باباكى ولا عايشة هنا فى القاهرة
بلعت مريم ريقها بصعوبة .. تبا لذلك لماذا يذكرها بكل ما فقدت .. قالت بصوت مرتجف دون أن تنظر اليه
اټوفت
قال مراد وهو يمعن النظر اليها
مامتك كمان متوفيه
أومأت برأسها فنظر اليها متفرسا
وانتى كنتى عايشة هنا ولا فى الصعيد
هنا
قال مراد بإستغراب
انتى كنتى عايشة هنا لوحدك
التفتت تنظر اليه وقالت بنفاذ صبر
أيوة أهلى كلهم ماتوا فى حاډثة وأنا كنت عايشة لوحدى .. طبعا زمانك دلوقتى بتفكر ان أكيد كل الحاجات اللى سمعتها عنى صح وانى عملت اسوأ منها كمان .. ما هو مفيش واحدة عايشة لوحدها تبقى محترمة وعارفة ربنا
قالت ذلك ثم التفتت مرة أخرى توضب أغراضها .. ظلت نظرات مراد معلقة بها وشعور غريب يراوده .. أنهت ما تقوم به ثم الټفت اليه قائله ببرود
خلصت
سبقها الى الخارج .. أثناء نزولهما فتحت احدى الجارات الباب وقالت
ايه ده مش معقول مريم .. فينك يا بنتى قلقتيني عليكى
اقتربت مريم من المرأة وقبلتها قائله
ازيك يا طنط وحشانى أوى
قالت المرأة بطيبة
وانتى كمان يا بنتى وحشتينى أوى انتى قولتى هتتصلى تطمنينى عليكي ولا اتصلتى ولا حاجه
قالت مريم بأسف
معلش يا طنط والله حصلت ظروف واتلبخت
ألقت المرأة نظرة على مراد الواقف خلف مريم .. ثم قالت ل مريم
مين الأستاذ
اضطربت مريم وشعرت بالتوتر .. لم يطاوعها لسانها على قول زوجى حاولت النطق بها لكنها لم تستطع .. تمتمت بصوت خاڤت
قريبي
ابتسمت له المرأة قائله
اتفضل يا ابنى تعالوا ادخلوا شوية
قالت مريم بسرعة
معلش يا طنط عشان مستعجلين هاجى لحضرتك تانى ان شاء الله
قالت المرأة بطيبة
طيب يا حبيبتى ربنا يوفقك .. زى ما قولتلك لو مش هتحتاجى الشقة عرفيني وأنا عندى اللى ياخدها
قالت مريم بهدوء
لا يا طنط محتجهاها أنا هرجع تانى بعد فترة ان شاء الله
قالت المرأة بحزن
ليه يا بنتى مرتحتيش مع أهل أبوكى ولا ايه
قالت مريم بأسى
يعني حصلت ظروف وهضطر أرجع تانى .. بس شوية كدة
ثم قبلت المرأة وعانقتها قائله
ان شاء الله هتصل أطمن عليكي .. مع السلامة
ودعتها جارتها قائله
مع السلامة يا حبيبتى خلى بالك من نفسك .. مع السلامة يا أستاذ
أومأ مراد برأسه وهو ينزل الدرجات خلف مريم .. انطلق مراد بسيارته ساد الصمت لدقائق الى أن قطعه قائلا
كانت جوزى هتكون أفضل من قريبي خاصة وهى شيفانا نزلين مع بعض من شقتك
اضطربت مريم وخفق قلبها بشدة .. فتمتمت بصوت مضطرب
كدة أحسن عشان لما أرجع مضطرش أشرحلها ليه اتجوزت وليه اطلقت
ألقى نظرة عليها ثم عاود النظر الى أمامه مرة أخرى .. أوصلها مراد الى البيت ثم عاد الى مكتبه مرة أخرى
.
دخلت مريم الفيلا وهمت بالصعود الى غرفتها عندما استوقفتها ناهد قائله
مريم عايزاكى لو سمحتى
توترت مريم وسارت خلفها حتى التفتت اليها ناهد قائله
بصى يا بنتى انتى دخلتى البيت ده وأنا مكنتش أعرف انتى مين يمكن لو كنت عرفت من الأول كان هيبقى رد فعلى معاكى مختلف .. بس أنا عرفتك وحبيتك يا مريم .. وبجد لما بقولك انى مش بفرقك عن نرمين و سارة فتأكدى انى بقول الحيقة
اغرورقت عينا مريم بالعبرات وحمدت الله فى